نعيمهم، والحبرة: السرور. والحبرة: النعمة أيضًا والحبر والحبار: الأثر، والأحبار جمع حبر وهو العالم. وقد تقدم أن فيه لغتين؛ فتح الفاء وكسرها. وأنكر أبو الهيثم الكسر، وقال: هو بالفتح لا غير. قال القتيبي: لست أدري لم اختار أبو عبيد الكسر؟ قال: والدليل على الفتح قولهم: كعب الأحبار أي عالم العلماء. قال أبو بكر: لم ينصف أبا عبيد؛ فإنه حكى عن الأئمة أن منهم من اختار الفتح، ومنهم من اختار الكسر. والعرب تقول: حبر وحبر نحو رطل ورطل، وثوب شف وشف. واختار الفراء الكسر واحتج له بأن أفعالا نادر في فعل بالفتح إذا كان صحيحًا؛ فحبر بالكسر فقط، قيل: سمي به لتحسينه الخط وتبيينه إياه. ومن ذلك ما تقدم من حديث: "لحبرته لك تحبيرًا". وقيل: بل لا يؤثر من الكتب به في ذلك الموضع من الحبار وهو الأثر. وقيل: إنما سمي كعب الأحبار لذلك، لأنه كان صاحب كتب محبرة أي مكتوبه به.
والحبارى: طائر. وفي المثل: "كل شيء يحب ولده حتى الحبارى ويطير عنده" أي يطير عراضة يمنة ويسرة ليتعلم منها. وإنما خصوها بالذكر لموقها. وقد تمثل بهذه الكلمة عثمان رضي الله عنه. وفي الحديث: "لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير". الحبير من البرود: الموشى المخطط. وهو برود حبرة على الإضافة.
ح ب س:
الحبس: المنع من الانبعاث. وقد يرد بمعنى المنع المطلق. قوله تعالى: ﴿تحبسونهما من بعد الصلاة﴾ [المائدة: ١٠٦] من الأول. وقوله عليه الصلاة والسلام: "حبس الأصل" من الثاني، وهو معنى الوقف، وهو الحبس أيضًا. وفي الحديث: "إن خالدًا جعل أمواله ورقيقه واعتده حبسًا في سبيل الله". وفي الحديث: "بعث أبا عبيدة على الحبس" هم الرجالة. قال القتيبي: سموا بذلك لتحبسهم عن