ومنه "إن بيننا وبين القوم حبالًا ونحن قاطعوها" وقد قيل ذلك أيضًا في قوله: ﴿واعتصموا بحبل الله﴾. ومنه قوله تعالى: ﴿ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إللا بحبل من الله وحبل من الناس﴾ [آل عمران: ١١٢] أي إلا بعهد. وفيه تنبيه على أن الكافر يحتاج إلى عهدين: عهد من الله، وهو أن يكون من أهل الكتاب أنزله الله، وإلا لم يقر على دينه ولم يجعل على ذمة، وعهد من الناس يبذلونه. وقال ابن عرفة: إلا بعهد من الله وعهد من الناس يجري عليهم أحكام الإسلام وهم من غير أهله. ويطلق على الأمان، ومنه قول عبد الله: "عليكم بحبل الله فإنه أمان لكم، وعهد من عذاب الله".
ويقال للشيء المستطيل: حبل على التشبيه، ومنه حبل الرمل، وحبل الوريد، وحبل العاتق. قال الفراء: الحبل هو الوريد، وهو عرق بين الحلقوم والعلباوين، وإنما أضيف لاختلاف لفظهما. ويقال للنور الممدود والظلام الممدود: حبل وخيط. ومنه: "كتاب الله حبل ممدود". وقوله تعالى: ﴿حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر﴾ [البقرة: ١٨٧].
والحبل: الاشتمال على الحمل. يقال: حبلت المرأة تحبل حبلًا، فهي حبلى، والجمع حبالى. سميت بذلك لأن حملها صار وصلة بينها وبين الرجل. والحبالة بالكسر: شبكة الصائد وحبله، وقيل: حبالة الصائد: حبلة فقط. وفي الحديث: "النساء حبائل الشيطان"، الداهية من ذلك. والحبلة: ثمر السمر يشبه اللوبياء. وقيل: ثمر العضاه. ومنه الحديث: "ما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر".
والحبلة بفتح الحاء مع سكون الباء هو المشهور وفتحها: أصل الكرم. والحبلة بفتحتين: ما في بطون النوق. ومنه الحديث: "نهى عن بيع حبل الحبلة"، قال أبو عبيد: هو ولد الجنين الذي في بطن الناقة. وقال ابن الانباري: هو نتاج النتاج. قال: