وحاجب الشمس ما يبدو منها تشبيهًا بالجارحة أو بحاجب السلطان لتقدمته عليها.
وقوله تعالى: ﴿إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون﴾ [المطففين: ١٥] أي عن النظر إليه، وبه استدل على جواز النظر إليه في الآخرة لأهل الجنة كما هو مذهب أهل السنة، لأنهم عوقبوا بما ينعم به السعداء. ويعزى هذا الاستنباط للإمام مالك رحمة الله على ما مهدناه في غير هذا. وقيل: هذا إشارة إلى منع السور عنهم المشار إليه بقوله: ﴿فضرب بينهم بسور﴾. والحجاب: الستر، ومنه حجاب الجوف.
ح ج ج:
قال تعالى: ﴿ولله على الناس حج البيت﴾ [آل عمران: ٩٧] الحج والحج فتحا وكسرا مصدران لحج أي قصد. وقد قرئ بهما في السبع. وقيل: المفتوح مصدر والمكسور الاسم. وأصل الحج لغة القصد، وجعل في الشرع قصدًا مخصوصًا لمكان مخصوص في زمان مخصوص على هيئات مخصوصة حسبما بيناها في "الأحكام".
قوله تعالى: ﴿يوم الحج الأكبر﴾ [التوبة: ٣] قيل: يوم عرفة، لأن عرفة معظم الحج. قال عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة". وقيل: جعل أكبر لمقابلته بالعمرة؛ فإنها يقال فيها الحج الأصغر، وفيه حديث.
وقيل: الحج: الإتيان مرة بعد أخرى. ومن أمثالهم: "لج فحج" أي تمادى في لجاجه حتى حج بيت الله. وقيل: الحج: العمل، والحج: الغلبة بالحجة. والحجة هي الكلام المستقيم، ومنه قوله تعالى: ﴿فلله الحجة البالغة﴾ [الأنعام ١٤٩]. وقيل: الحجة: الدلالة المبينة للحجة أي المقصد المستقيم الذي يقتضي حجة أحد النقيضين.
وقوله: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم﴾ [البقرة: ١٥٠] فجعل ما