ومعنى المفتوح أنه جعل كالشيء الذي يختم به كالطابع والقالب، أي لما يطبع به ويقلب فيه. والمعنى أن الله تعالى ختم به الأنبياء والمرسلين كما يختم بالخاتم الذي هو آلة الختم. فالمكسور اسم فاعلٍ، والمفتوح اسم الآلة.
قوله: ﴿ختامه مسك﴾ [المطففين: ٢٦] أي يوجد في آخره طعم المسك ورائحته. وعن مجاهد: مزاجه مسك. وقال علقمة: خلطه. وقال ابن مسعود: عاقبته مسك. وقرئ "خاتمه" في السبع أي سؤره مطيب بالمسك. قال الراغب: وقول من قال: يختم بالمسك أي يطبع فليس بشيء لأن الشراب يجب أن يطيب في نفسه. فأما ختمه بالطيب فليس مما يفيده ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه، وفيه نظر لأنه يجوز أن يجمع بين الوصفين.
وفي الخاتم أربع لغات: خاتم، خاتم، خاتام، خيتام.
قوله: ﴿ختم الله على قلوبهم﴾ [البقرة: ٧] أي طبع. ومعنى الختم: التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء. والمعنى أنها لا تعقل ولا تعي خبرًا. والختم والطبع يقالان على وجهين: أحدهما أنهما مصدران لختم وطبع، وهو تأثير الشيء كنقش الخاتم والطابع. والثاني الأثر الحاصل على الشيء، ثم إنه يتجوز بذلك تارة عن الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارًا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو قوله: ﴿ختم الله على قلوبهم﴾. وتارة عن تحصيل أثر شيء اعتبارًا بالنقش الحاصل. وتارة يعتبر منه بلوغ الأمر. ومنه: ختمت القرآن، أي بلغت آخره.