جهلوا أمر الآخرة، وحقيقته انتهى علمهم في لحوق الآخرة فجهلوها. وقيل معناه: بل يدرك علمهم ذلك في الآخرة، أي: إذا حصلوا في الآخرة؛ لأن ما يكون ظنونًا في الدنيا، فهو في الآخرة يقين.
[د ر هـ م]
قال تعالى:} وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ ﴿[يوسف: ٢٠] الدرهم: الفضة المطبوعة المتعامل بها.
[د ر أ]
الدرء: الميل إلى أحد الجانبين، يقال: قومت درأه، ودرأت عنه: دفعت عن جانبه، وفلان ذو تدرئٍ، أي: قوي على دفع أعدائه ودارأته: دافعته. قال تعالى:﴾ ويدرؤون بالحسنة السيئة ﴿[الرعد: ٢٢]، وقال:﴾ ويدرأ عنها العذاب ﴿[النور: ٨] وفي الحديث: "ادرءوا الحدود بالشبهات" تنبيهًا على تطلب حيلةٍ يدفع بها الحد، قال تعالى:﴾ قل فادرءوا عن أنفسكم الموت ﴿[آل عمران: ١٦٨]، وقوله:﴾ فادارءتم فيها {[البقرة: ٧٢] هو تفاعلتم، أصله: تدارأتم، فأريد منه الإدغام تخفيفًا، وأبدل من التاء دال فسكن للإدغام، فاجتلب لها ألف الوصل فحصل على افاعلتم. قال بعض الأدباء: ادارأتم افتعلتم، وغلط من أوجهٍ:
أولا: أن ادارأتم على ثمانية أحرفٍ، وافتعلتم على سبعة أحرفٍ.
والثاني: أن الذي يلي ألف الوصل تاء، فجعلها دالاً.
والثالث: أن الذي يلي الثاني دال، فجعلها تاًء.
والرابع: أن الفعل الصحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال منه إلا متحركًا، وقد جعله هاهنا ساكنًا.
الخامس: أن هاهنا قد دخل بين التاء والدال زائد. وفي افتعلت لا يدخل ذلك.
السادس: أنه أنزل الألف منزل العين، وليست بعينٍ.
السابع: أن افتعل قبله حرفان، وبعده حرفان، وادارأتم بعده ثلاثة أحرفٍ.