بأمر الله ونواهيه، وقيل: هم القراء والعلماء لأنهم يزجرون بوعظهم، وقيل: هم الملائكة السائقون السحب تزجرها كالرعد عند جماعةٍ. وأصل الزجر النهي؛ يقال زجره فانزجر، وازدجر، والأصل ازتجر فأبدلت تاء الافتعال دالاً، وازدجر يكون لازمًا إذا كان مطاوعًا، كما تقدم، ومتعديًا إذا كان غير ذلك. ومنه قول تعالى:} وقالوا مجنون وازدجر ﴿[القمر: ٩] ومن ثم بني للمفعول. وقيل: أصل الزجر الطرد بصوت، وقد يستعمل في الطرد المجرد أو الصوت المجرد.
قوله:﴾ ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر ﴿[القمر: ٤] أي منع وطرد. وقوله:﴾ وازدجر ﴿استعمل فيه الزجر لصياحهم بالمطرود نحو: تنح واغرب.
ز ج ي:
قوله تعالى:﴾ يزجي سحابًا ﴿[النور: ٤٣] أي يسوقه ويسيره، وكذلك﴾ يزجي لكم الفلك ﴿[الإسراء: ٦٦].
يقال: أزجيت المتاع فزجي، وزجيته أيضًا، وقيل: هو دفع الشيء لينساق. وقوله:﴾ ببضاعةٍ مزجاةٍ ﴿[يوسف: ٨٨] أي قليلة، كأن بعض الناس يسوقها ويدفعها عنه لغيره لقلتها ونزارتها. وكل شيءٍ تافهٍ فهو مزجى، وحاجة مزجاة أي يسيرة، ومنه قول الشاعر: [من البسيط]
٦٥٦ - وحاجة غير مزجاةٍ من الحاج
أي غير يسيرةٍ يمكن صرفها ودفعها لقلة الاعتداد بها. قال الراغب: ومنه استعير: زجا الخراج يزجو زجاءً. وخراج زاجٍ، وفيه نظر لاختلاف المادتين.
فصل الزاي والحاء
ز ح ز ح:
قوله تعالى:﴾ فمن زحزح عن النار {[آل عمران: ١٨٥] أي أزيل عن مقره