فمن الصرف قوله: [من البسيط]
٦٨٤ - الواردون وتيمٌ في ذرى سبإٍ | قد عض أعناقهم جلد الجواميس |
٦٨٥ - من سبأ الحاضرين مأرب إذ | يبنون من دون سيلها العرما |
٦٨٦ - كأن سبيئةً من بين رأسٍ | يكون مزاجها عسلٌ وماء |
قوله تعالى: ﴿فليمدد بسبب﴾ [الحج: ١٥]. السبب في الأصل: هو الحبل الذي يصعد به إلى النخل ثم جعل عبارة عن كل شيء يتوصل به إلى غيره، عينًا كان أو معنىً. قوله: ﴿فليرتقوا في الأسباب﴾ [ص: ١٠] إشارة ٌ إلى قوله: ﴿أم لهم سلمٌ يستمعون فيه﴾ [الطور: ٣٨]. وقوله: ﴿وآتيناه من كل شيءٍ سببًا فأتبع سببًا﴾ [الكهف: ٨٤ و ٨٥] إشارةٌ إلى ما متعه به من وجوه المعارف وأحوال الدنيا، وأنه اتبع سببًا واحدًا منها فبلغ به ما هو مشهورٌ عنه.
وقوله تعالى حكايةً عن فرعون: ﴿لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات﴾ [غافر: ٣٦ و ٣٧] أي الذرائع التي يتوصل بها مثلي إلى طلبته.
قوله: ﴿وتقطعت بهم الأسباب﴾ [البقرة: ١٦٦] أي الوصل والمودات. وسموا الثوب والخمار والعمامة سببًا لطولها تشبيهًا بالحبل في الامتداد والطول.
والسبب: الطريق. السبب: الباب أيضًا، وذلك لأنهما يتوصل بهما إلى ما بعدهما، وسمي الشتم الوجيع سبا لأنه يوصل إلى المشتوم أو يتوصل به إلى أذاه، قال تعالى: ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله﴾ [الأنعام: ١٠٨] أي يتكلمون بما لا