وهو الطهارة، وليس لنا فعول غيرهما، وقد يفتحان نحو: كلوب وسمور.
والسبحة للتسبيح، وهي أيضًا الخرزات المسبح بها؛ سميت بذلك لأنه يعد بها لفظه.
وقوله تعالى: ﴿والسابحات سبحًا﴾ [النازعات: ٣] قيل: هم الملائكة، يسرعون فيما يؤمرون به بين السماء والأرض. وقيل: هي أرواح المؤمنين، تنبيهٌ على سهولة خروجها عند الموت، أو جولانها في الملكوت عند النوم. وقيل: هي السفن لأنها تسبح في الماء. والسابقات: الخيل. وفي الحديث: «لأحرقت سبحات وجهه» أي نور وجهه.
وقوله: ﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده﴾ [الإسراء: ٤٤] أي بلسان الحال. وذلك هو الإذعان لربوبيته والطواعية لقدرته، كقوله: ﴿ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا﴾ [الرعد: ١٥]. وقيل بلسان القال، ولكن أخفى الله تعالى عنا فهم ذلك. وإليه أشار بقوله: ﴿ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾ [الإسراء: ٤٤]. وهذا هو الظاهر؛ إذ لو لم يكن شيئًا يخفى عنا لما خاطبنا بذلك. فأما كونها مسبحةً بلسان الحال بالمعنى الذي قدمته عنهم فهذا تفقهٌ، فلابد من معنى زائد. وأما التسبيح الصادر من الجمادات كالحصى الصادر على يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -معجزةً له فإن ذلك بلسان القال لا الحال، وإلا لم يظهر التفاوت بيه وبين غيره عليه الصلاة والسلام.
س ب ط:
قوله تعالى: ﴿والأسباط﴾ [البقرة: ١٣٦] جمع سبطٍ، وهم في بني إسرائيل كالقبائل في العرب. وأحسن منه ما قاله الأزهري: الأسباط في ولد إسحاق والقبائل في ولد إسماعيل؛ فعلوا ذلك تفرقة بين أولاد الآخرين، أعني إسحاق وإسماعيل. ولكن الأسباط إنما هم أولاد يعقوب بن إسحاق. واشتقاق ذلك من الامتداد والتفريع؛ لأن السبط ولد الولد، فكأن النسب امتد وانبسط وتفرع. يقال: شعرٌ سبطٌ ضد جعدٍ، وعظامه سبطٌ أي طويلةٌ. قال الشاعر: [من الطويل]