كوقت الساعة، وخروج الدابة وكيفيتهما. وضربٍ للإنسان سبيلٌ إلى معرفته كالألفاظ الغريبة، والأحكام الغلقة. وضرب مترددٍ بين الأمرين نحو أن يختص بمعرفته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام في علي كرم الله وجهه: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». وقوله في ابن عباس مثل ذلك.
قال: وإذا عرفت هذه الجملة علمت أن الوقف على قوله: ﴿إلا الله﴾ [آل عمران: ٧] ووصله بقوله: ﴿والراسخون في العلم﴾ جائزان، وأن لكل منهما وجهًا حسبما دل عليه التفصيل المتقدم، انتهى وهو حسنٌ.
قوله: ﴿ولكن شبه لهم﴾ [النساء: ١٥٧] أي مثل لهم من حسبوه إياه. يقال: إنه ألقى شبهه عليه السلام على رجلٍ دل عليه. فدخلوا فوجدوه بعد ارتفاعه عليه السلام فأرادوا صلبه، فقال: أنا صاحبكم. فلم يصدقوه. ويقال: شِبْهٌ وشَبَهٌ وشَبيهٌ نحو مِثْل ومَثَل ومَثيل. وحقيقتها في المماثلة من جهة الكيفيه كاللون والطعم المشار إليهما بقوله تعالى: ﴿وأتوا به متشبهًا﴾ [البقرة: ٢٥]. كما تقدم تحقيقه.
والشبهة: ما يخيل للإنسان حقيقة شيء والأمر بخلافها. قال الراغب: والشبهة: أن لا يتميز أحد الشيئين عن الآخر لما بينهما من التشابه عينًا كان أو معنىً. وذكر حذيفة رضي الله عنه «فتنةً» فقال فيها «تشبه مقبلةً، وتبي مدبرةً». قال شمرٌ: معناه أن الفتنة إذا أقبلت شبهت على القوم وأرتهم أنهم على الحق حتى يدخلوا فيها ويرتكبوها. فإذا انقضت بان أمرها، وعلم من يرتكبها أنه كان على خطأ من الرأي.