فصل الشين والتاء
ش ت ت:
قوله تعالى: ﴿يومئذ يصدر الناس أشتاتًا﴾ [الزلزلة: ٦]. الأشتات: جمع شت، والشت، والشت: الشيء المتفرق: أو نفس المتفرق على أنه مصدرٌ. يقال: شت شتًا وشتاتًا، أي تفرق. والمعنى أن الناس يحشرون مختلفي الأحوال من شقاوةٍ وسعادةٍ وخوفٍ وأمنٍ، وحزنٍ وسرورٍ؛ بحسب أعمالهم. ولذلك عقبه بقوله: ﴿فمن يعمل﴾ الآية. وقوله تعالى: ﴿من نباتٍ شتى﴾ [طه: ٥٣] أي مختلفة الأنواع من لونٍ وطعمٍ وريحٍ وطراوةٍ، وغير ذلك. وهو جمع شتيتٍ. وقيل: اسم جمعٍ لشتيتٍ.
قوله تعالى: ﴿وقلوبهم شتى﴾ [الحشر: ١٤] آي متفرقةٌ غير مجتمعةٍ على أمرٍ، عكس من قال فيهم ووصفهم بقوله: ﴿ولكن الله ألف بينهم﴾ [الأنفال: ٦٣]. وقيل: معناه مذاهبهم متفرقةٌ، وأديانهم متفرقةٌ. وقوله تعالى: ﴿إن سعيكم لشتى﴾ [الليل: ٤] أي لمتفرقٌ من سعيٍ مشكورٍ وسعيٍ مذموم. ويحكى أنها نزلت في شأن الصديق رضي الله عنه؛ وذلك أن جارًا له نخلةٌ فسقط من تمرها تمرةٌ فأخذها صبي من جيرانه، فأخذها ذلك الرجل من الصبي ونهره. فسمع أبو بكر بذلك فعمد إلى النخلة فاشتراها ونحلها الصبي وأهله، فنزلت.
وشتان: اسم فعلٍ بمعنى افترق، من ذلك نقول: شتان زيدٌ وعمرٌو. ولا يكتفى بواحدٍ كما لا يكتفى به افترق؛ قال: [من السريع]
٧٧٨ - شتان ما يومي على كورها... ويوم حيان أخي جابر
فيومي فاعلٌ، وما مزيدةٌ. ويقال: شتان بين زيدٍ وعمرٍو، وشتان ما بين وأنشد [من الطويل]
٧٧٩ - لشتان ما بين اليزيدين في الندى... يزيد سليمٍ والأغر بن حاتم