فصل الشين والخاء
ش خ ص:
قوله تعالى: ﴿فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا﴾ [الأنبياء: ٩٧] يقال: شخص من بلده: إذا خرج منها. وأشخصته: أخرجته، وحقيقته: أخرجت شخصه والشخص: السواد المرئي من بعيدٍ. ويقال: شخص بصره: إذا ارتفع غير متحركٍ. فالمعنى أن أجفانهم ارتفعت فهي لا تطرف لشدة هول المطلع. والشخص يقع على الذكر والأنثى، عاقلًا كان أو غيره ولظفه مذكرٍ فمن ثم تجب التاء في عدده وإن أريد به مؤنث ومن ثم لحنوا عمر بن أبي ربيعة في قوله: [من الطويل]
٧٨٥ - وكان مجني دون ما كنت أتقي... ثلاث شخوصٍ: كاعبان ومعصر
وهذا ليس بجيدٍ؛ فإنه ممن احتج بقوله وجوابه أنه لما فسر الشخوص بقوله: كاعبان ومعصر، سهل ذلك سقوط التاء من عدده.
فصل الشين والدال
ش د د:
قوله تعالى: ﴿إذا بلغ أشده﴾ [الأحقاف: ١٥] قيل: هو خمس عشرة سنةً إلى أربعين سنةً. وهو جمع شدة نحو نعمةٍ وأنعم. وهي القوة والجلادة في البدن والعقل. وقد شد يشد شدةً: إذا كان قويًا. وأصل الشدة: العقد القوي وشددت الشيء: قويت عقده ومنه قوله تعالى: ﴿أشدد به أزري﴾ [طه: ٣١] قرئ أمرًا ومضارعًا وقد بينا ذلك في غير هذا. والشد يستعمل في العقد وفي البدن وفي قوى النفس.
قوله تعالى: ﴿علمه شديد القوى﴾ [النجم: ٥] يعني به جبريل عليه السلام. وذلك أنه قلب سبع مدائن؛ حملها على ريشةٍ من ريشه. قوله تعالى: {واشدد على