وما أحسن هذا وأبلغه!
ش ر ق:
قوله تعالى: ﴿بالعشي والإشراق﴾ [ص: ٢٨] الإشراق: مصدر أشرقت الشمس أي أضاءت يقال: شرقت الشمس شروقًا: طلعت. وأشرقت: أضاءت وشرقت- بالكسر- أخذت ودنت للغروب وقيل: شرق وأشرق بمعنىً واحدٍ والمراد وقت الإشراق وفي تفسير ابن عباسٍ أن المراد به صلاة الضحى، وكانت الجاهلية في موقفهم يقولون: «أشرق ثبير كيما نغير» أي ادخل في الشروق حتى ننفر وندفع وقولهم: «لا أفعل ذلك ماذر شارق» أي ما طلع نجم من جهة الشرق.
قوله تعالى: ﴿رب المشرق والمغرب﴾ [الشعراء: ٢٨] وفي موضعٍ آخر بلفظ التثنية [الرحمن: ١٧] وفي آخر بلفظ الجمع [المعارج: ٤٠] وذلك بحسب اختلاف الإرادات. قال بعضهم: حيث أتيا بلفظ الإفراد، يعني المشرق والمغرب، فالمراد بذلك ناحيتا الشرق والغرب. وحيث أتيا بلفظ التثنية فالمراد مطلعا الصيف والشتاء ومغربهما وحيث وردا بلفظ الجمع فالمراد مطلع كل يومٍ ومغربه؛ فيقال: إن للشمس ثلاث مئةٍ وستين كرةً في الفلك تطلع كل يومٍ من واحدة وكذا في جهة الغروب.
والمشرق والمغرب: اسما مكان الشروق والغروب، فكان قياسهما ضم العين، إلا أن السماع بخلافه، ولها أخوات ذكرناها في غير هذا قوله: ﴿مكانًا شرقيًا﴾ [مريم: ١٦] أي من ناحية المشرق. والمشرقة: المكان الذي يظهر للشرق. وشرقت اللحم: ألقيته في المشرقة، ومنه أيام التشريق والمشرق: مصلى العيد للقيام في الصلاة فيه وقت شروق الشمس وأحمر شرق: شديد الحمرة ولحم شرق: لا شحم فيه وثوب شرق بالصبغ.