قوله تعالى: ﴿لا شرقيةٍ ولا غربية﴾ [النور: ٣٥] أي لا تطلع عليها الشمس وقت شروقها أو وقت غروبها فقط، ولكنها شرقية غربية تصيبها الشمس بالغداة والعشي. وهو أنضر لها وأجود لزيتونها. قلت: وفي هذا دليل لقول الفقهاء في ذلك: والله لا كلمت زيدًا ولا عمرًا، إنه يمينان. ولو قال: وعمرًا، دون «لا» كانت يمينًا واحدةً. وفيه بحث من حيث قول النحاة: إن «لا» الثانية للتأكيد. وقد حققناه في غير هذا.
قوله: ﴿فأتبعوهم مشرقين﴾ [الشعراء: ٦٠] أي داخلين في وقت الشروق وهو حال يحتمل أن تكون من الفاعل أو المفعول أو منهما وهو متلازم وإن قلنا: إنها حال من أحدهما لأن من أدرك وقت كيف أتت وهو «مشرقين» وفي الحديث: «نهى أن يضحي بالشرقاء» وهي المشقوقة الأذن. شرق أذنه يشرقها: شقها. والشرق: مصدر شرق بريقه؛ ومنه قول عدي بن زيدٍ: [من الرمل]
٧٩٧ - لو بغير الماء حلقي شرق | كنت كالغصان بالماء اعتصاري |
ش ر ك:
قوله تعالى: ﴿جعلا له شركاء﴾ [الأعراف: ١٩٠] قرئ شركاء وشركا فالشرك يقال بمعنى الشريك، وبمعنى النصيب وفي التفسير أن إبليس عيرهما حين سمياه عبد الحارث وكان عبد الله في قصة ذكروها لا تصح عن مثل أبوينا، وإن صحت فمن ذرتيهما، لا منهما وجمعه أشراك، وأنشد للبيدٍ: [من الوافر]
٧٩٨ - تطير عدائد الأشراك شفعًا | ووترًا، والزعامة للغلام |