ش ع ر:
قوله تعالى: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾ [المائدة: ٢] أي مناسك حجه، جمع شعيرة. والشعيرة. في الأصل: العلامة، فسميت مواضع الحج وأفعاله شعائر، لأنها علامات: واشتقاق ذلك من الشعور وهو العلم. قال ابن عرفة: شعائر الله آثاره وعلاماته قال: والعرب تقول: بيننا شعار، أي علامة تعرف بها البدنة أنها من الهدي وقال الأزهري: الشعائر: المعالم التي ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. وقال الزجاج: الشعائر: كل ما كان من موقفٍ ومسعىً وذبح. وقيل: هي نفس البدن المهداة؛ سميت بذلك لأنها تشعر أي شعيرةٍ، أي بحديدةٍ تشعر بها.
قوله: ﴿عند المشعر الحرام﴾ [البقرة: ١٩٨] هو المسجد المعروف، سمي بذلك لأنه من علامات الحج، ومواضع الحج كلها [مشعر] إلا أن هذا الاسم غلب على هذا المكان بخصوصه. وأصل هذه المادة من شعر الإنسان. وبيانه أن تقول: شعرت زيدًا أي أصبت شعره. قالوا: ثم استعير: شعرت كذا، أي علمت علمًا في الدقة كإصابة الشعر. وسمي الشاعر شاعرًا لفطنته ودقة معرفته. فالشعر في الأصل: اسم للعلم الدقيق في قولهم: ليت شعري. وصار في التعارف اسمًا للموزون المقفى من الكلام، والشاعر للمختص بصناعته وقوله تعالى- حكايةً عن الكفار-: ﴿بل افتراه بل هو شاعر﴾ [الأنبياء: ٥].
حمل كثير من المفسرين علي أنهم رموه بكونه آتيًا بشعرٍ منظومٍ ومقفى حتى تأولوا ما جاء في القرآن من كل لفظٍ يشبه الموزون نحو: ﴿وجفانٍ كالجواب وقدورٍ راسياتٍ﴾ [سبأ: ١٣] وقال بعض المحصلين: لم يقصدوا هذا القصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من هذا الكلام أنه ليس على أساليب الشعر. ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلًا عن بلغاء العرب. وإنما رموه بالكذب، فإن الشعر يعبر به عن الكذب، والشاعر الكاذب حتى سموا الأدلة الكاذبة الشعرية قال تعالى في وصف عامة الشعراء: ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾ [الشعراء: ٢٢٧] ولأن الشعر مقر الكذب: قالوا: