أحسن الشعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم يرمتدين صادق اللهجة ملفقًا في شعره.
قلت: ولهذا إن شعراء مفلقين كانوا في جاهليتهم لا يبارون، فلما أسلموا ضعف شعرهم كحسان ولبيد وغيرهما. وقد وطنه حسان من نفسه لذلك. والمشاعر: الحواس فقوله: ﴿وأنتم لا تشعرون﴾ [الزمر: ٥٠] ونحوه، أي لا تدركونه بالحواس. ولو قال في كثيرٍ من المواضع التي قال فيها: ﴿لا يشعرون﴾، ﴿لا يعقلون﴾ لم يكن تجاوزًا إذ كان كثير مم لا يكون محسوسا قد لا يكون معقولًا
والشعار: الثوب يلي الجسد لمماسته الشعر والشعار أيضًا: ما يشعر به الإنسان نفسه في الحرب وفي الحديث: «كان شعارهم: أمت أمت» وكان شعار فلانٍ عمامةً سوداء وأشعره الحب نحو ألبسه. والأشعر: الطويل الشعر ما استدار منه وداهية شعراء كقولك: داهية وبراء.
والشعرى: نجم معروف، وتخصيصه بالذكر في قوله: ﴿وأنه هو رب الشعري﴾ [النجم: ٤٩] لأن خزاعة كانت تعبدها وهما شعريان: الشعرى العبور وهي المعبودة سميت بذلك لأنها عبرت المجرة وليس في السماء نجم يقطعها عرضًا غيره والأخرى الغميصاء، لأنها لا تتوقد توقد العبور وكان الذي سن عبادة الشعري رجل يقال له أبو كبشة فخالف سائر قريشٍ، ولذلك نسبه الكفار إلى النبي ﷺ في قولهم: «لقد أمر أمر ابن أبي كبشة» شبهوه به في مخالفته لهم، وشتان ما بينهما!
وفي الحديث: «أنه أعطى ابنته حقوه» وقال: «أشعرنها إياه أي إزاره واجعلنه شعارها» وفي وصف الأنصار: «الأنصار شعار والناس دثار» أي بمنزلة الشعار في القرب. وفيه أيضًا: «لما أراد قتل أبي بن خلفٍ تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن


الصفحة التالية
Icon