ذلك بهم في الحقيقة هو الله تعالى، فإذا سبوا الدهر معتقدين أنه فاعل ذلك فإنما سبوا الله تعالى. وقال آخرون: الدهر الثاني مصدر واقع موقع الفاعل. والتقدير: فالدهر أي مدبر الأمور ومصرفها، وموقع الحوادث في الدهر، ومفيض النعم فيها هو الله تعالى. والأول أولى.
د هـ ق:
قوله:} وكأسًا دهاقًا ﴿[النبأ: ٣٤] أي ملأى؛ يقال: دهقت الكأس دهقًا ودهاقًا أي ملأتها. قاله الحسن، وقال مجاهد: متتابعًا، والأول أشهر. ويقال: أدهقته أيضًا فدهق.
د هـ م:
قوله تعالى:﴾ مدهامتان ﴿[الرحمن: ٦٤] أي خضراوان شديدتا الري، أي غلب عليهما لون السواد. والعرب تقول للشجر: السواد، لخضرتها. ومنه سواد العراق لاخضرار أشجاره. فيعبر بالدهمة عن الخضرة الكاملة اللون، كما يعبر بالخضرة عن الدهمة الناقصة اللون. يقال: ادهام الليل يدهام ادهيمامًا. فافعال أبلغ من افعل، وذلك أن احمار أبلغ من أحمر، وكأن زيادة الحرف زيادة في المعنى. وقد أتقنا هذا في مسألة الرحمن الرحيم في غير هذا الموضوع.
وقولهم: دهمه الأمر أي فاجأه بشدةٍ مظلمةٍ. والدهم: الغائلة، والدهيماء: الداهية.
د هـ ن:
قوله تعالى:﴾ وردًة كالدهان {[الرحمن: ٣٧] قال الفراء: الدهان جمع دهنٍ شبهها في اختلاف ألوانها بالدهن في اختلاف ألوانه. وكذا قال الزجاج: تتلون من الفزع