كما تتلون الدهان المختلفة بدليل قوله تعالى:} يوم تكون السماء كالمهل ﴿[المعارج: ٨] أي كالزيت المغلي. وقيل: الدهان: الأديم الشديد الحمرة. قال الفراء في قول الشاعر: [من الكامل]
الدهان: الطريق الأملس ههنا. وأما في القرآن فالأديم: الأحمر الصرف. قوله تعالى:﴾ أنتم مدهنون ﴿[الواقعة: ٨١] أي منافقون لا ينون، وقيل: مكذبون. وقوله:﴾ ودوا لو تدهن فيدهنون ﴿[القلم: ٩]. أي تلاينهم فيلاينوك. وأصل ذلك من الدهن الذي يمسح به رأس الإنسان. فيقال: دهنته وأدهنته أي مسحته بالدهن. ثم جعل ذلك عبارًة عن الملاينة وترك المجادلة والمداراة، كما جعل التقريد: وهو نزع القراد عن البعير عبارًة عن ذلك. والمدهن: ما يجعل فيه الدهن، وهو أحد ما جاء من الآلة على مفعل كالمنخل والمسقط، وشبه به ما يستنقع فيه ماء قليل مما نقره في الجبل. فقيل: المداهن جمع مدهن. وفي الحديث: "وقد نشف المدهن". ومن لفظ الدهن استعير الدهين للناقة القليلة اللبن، فيجوز أن تكون بمعنى الفاعل، أي تعطي من اللبن قدر ما تدهن به لقلته. أو بمعنى مفعوله أي كأنها دهنت باللبن لقلته كما يدهن بالدهن، والثاني أقرب لعدم التاء. ودهن المطر الأرض إذا كان قليلاً من ذلك كالدهن يدهن به الرأس. قوله:﴾ تنبت بالدهن {[المؤمنون: ٢٠] الدهن: الزيت، وكل ما كان من الأشياء الذميمة يسمي دهنًا كالشيرج. وجمعه أدهان أو دهان نحو: رمح ورماح وقرئ "تنبت" من أنبت ثلاثيًا على معنى تنبت. وفيها الدهن أي ما يعتصر منه الدهن وهو
٥١١ - ومخاصم قاومت في كبد مثل الدهان فكان لي العذر