نحو: عينان وعنوان، وقنيت وقنوت. وتصابى: رجع إلى فعل الصبيان.
ص ب ي:
قوله تعالى: ﴿نكلم من كان في المهد صبيًا﴾ [مريم: ٢٩] أي من لم يبلغ الحنث، وقد تقدم في مادة (ش ي خ) الكلام على ذلك مستوفىً، فأغنى عن إعادته. والظاهر أن لام صبي يجوز أن تكون واوًا وأن تكون ياءً لما قدمته في جمعه من قولهم: صبية وصبوة. فعلى الأول أصله صبوى، فأدغم بعد قلبه.

فصل الصاد والحاء


ص ح ب:
قوله تعالى: ﴿أصحاب الجنة﴾ [البقرة: ٨٢] أصلها الاجتماع طال زمنها أو قصر. وقيل: الصاحب: الملازم إنسانًا كان أو حيوانًا أو مكانًا أو زمانًا. قيل: لا فرق بين أن تكون المصاحبة بالبدن. وهو الأصل والأكثر، وبالعناية والهمة. قال الراغب: ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته. يقال لمالك الشيء: هو صاحبه. ويقال أيضًا: لمن يمتلك التصرف فيه قوله: ﴿إذ يقول لصاحبه﴾ [التوبة: ٤٠] القائل هو محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ثم قيل: من أنكر صحبة أبي بكرٍ فقد كفر لأنه أثبت له صاحبًا. وقام الإجماع على أنه لم يكن معه في الغار غير أبي بكرٍ.
وقوله: ﴿وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة﴾ [المدثر: ٣١] فهذا معنى من يملك التصرف، أي ماجعلنا الموكلين بها المعذبين بها. فأصحاب النار يطلق على المعذبين والمعذبين. وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه نحو صاحب الجيش، وإلى سائسه نحو صاحب الأمير. قيل: والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع، لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه. فكل اصطحابٍ اجتماع من غير عكسٍ.
قوله: ﴿أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنةٍ﴾ [الأعراف: ١٨٤]. سماه مصاحبةً تنبهةً أنكم صحبتموه وجربتموه وعرفتهم ظاهره وباطنه، ولم تجدوا به خبلاً ولا جنةً.
والإصحاب للشيء: الانقياد له. وأما عند أهل الأصول فاختلفوا في الصحبة


الصفحة التالية
Icon