بالنسبة إلى من يسمى صحابيًأ، والصحيح أنه من رآه مسلمًا وإن لم يرو عنه ولم تطل صحبته. ويقال: أصحب الرجل: إذا كبر ابنه وصحبه. وأصحب فلان فلانًا: جعل صاحبًا له. وعليه قوله تعالى: ﴿ولا هم منا يصبحون﴾ [الأنبياء: ٤٣] أي لا يكون لهم من جهتنا من يصحبهم، وما يصحبهم من سكينةٍ وروحٍ وترفيقٍ ونحو ذلك مما يصحبه أولياهءه.
وأديم مصحب: أصحب الشعر الذي عليه ولم يجز عنه. وقيل معنى قوله: ﴿ولا هم منا يصحبون﴾ أي لا يجاوزون. ومن صحبه الله لم يضره شيء. يقال: أصحبك الله، أي حفظك. ومنه الحديث: "اللهم أصحبنا بحبةٍ واقلبنا بذمةٍ" أي اصحبنا بحفظك في سفرنا واقلبنا بأمانك وعهدك إلى بلدنا. فعلى الأول: هو من أصحابٍ. وعلى الثاني: من صحب. وإلى الأول نحا المازني وفسره بمعنى المنع. وحكي: أصحبت الرجل: منعته. والصحابة مصدر صحبه. ويكون جمع صاحب أيضًا، قيل: ولا تجمع فاعل على فعالة إلا هذا الحرف. وفي الحديث: "إنكن صواحب يوسف" ويروى "صواحبات" جمع الجمع. وأنشدوا: [من الرجز]
٨٦٣ - فهن يعلكن حدائداتها
حدائدات جمع حدائد، وحدائد جمع حديدةٍ، كذلك صواحبات جمع صواحب وصواحب جمع صاحبة.
ص ح ف:
قوله تعالى: ﴿يتلو صحفًا مطهرةً﴾ [البينة: ٢] الصحف جمع صحيفة. والصحيفة: التي يكتب فيها. وأصل الصحيفة: المبسوط من كل شيءٍ. ومنه صحيفة الوجه. والمصحف: هو الجامع للصحف المكتوبة. والجمع مصاحف. وغلب على ما كتب من القرآن. والتصحيف: قراءة المصحف وروايته على غير ما هو لاشتباه حروفه.