وفي المثل: "وقع المصطرعان عدلي عير". وصارعته فصرعته. وفي الحديث: "ما تعدون الصرعة فيكم؟ " هو الرجل الحليم في هذا الحديث وفي غيره هو الذي يصرع من قاومه. ويستوي فيه الواحد والجمع. يقال: رجل صرعة -بتحريك العين- وقوم صرعة. والصرعة: بفتح الفاء وسكون العين، حالة المصروع. والصراعة: حرفة المصارع كالخياطة. وقيل: أصل الصرع الطرح. وأصاب المجنون صرع لأنه يطرح غالبًا. وهما صرعان كقولهم: قرنان. ومصراعا الباب على التشبيه بالمتصارعين. وبمصراعي الباب شبه المصراعان من الشعر، ولذلك سمي بيتًا.
ص ر ف:
قوله تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون﴾ [الأعراف: ١٤٦] أي سأنحى وأعدل بهم عنها. يقال: صرفه عن كذا: إذا عدل به عنه ونحاه. وقيل: وأصل الصرف رد الشيء من حالة إلى حالة وإبدال غيره به. وقيل: هو التقليب والتحويل. ومنه قوله تعالى: ﴿وتصريف الرياح﴾ [البقرة: ١٦٤] أي تقليبها من جهة إلى أخرى تكون شمالاً فتصير جنوبًا ثم دبورًا ثم نكباء. وتصريف الدراهم من ذلك. والتصريف الاصطلاحي من ذلك لأنه يقلب اللفظ من بينةٍ إلى بينةٍ نحو: ضاربٍ ومضروبٍ وضرابٍ، كما هو محقق في موضعة. وصريف الباب والبكرة: أصواتهما عند حركتهما، وحقيقة ذلك أن هذا الصوت يظهر عند تصريفهما أي ترديدههما وتقليبهما وقال النابغة: [من البسيط]
٨٧١ - له صريف صريف القعو بالمسد
أي لبابها صوت كصوت البكرة على البئر. وقد بينّا وجه ذلك في شرح القصيدة متصرفًا في أحد الأقوال لأن فيه ما يشبه الصرف وهو التنوين. قوله تعالى: ﴿ثم انصرفوا﴾ -أي ذهبوا- ﴿صرف الله قلوبهم﴾ [التوبة: ١٢٧] يجوز أن يكون خبرًا أي فعل بهم ذلك فأخبر به، وأن يكون دعاء. قوله: ﴿فما تستطيعون صرفًا ولا نصرًا﴾


الصفحة التالية
Icon