[الفرقان: ١٩] أي لا يقدرون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب أو أن يصرفوا أنفسهم عن النار أو أن يصرفوا الأمر من حالٍ إلى حالٍ في التعبير. وقيل: الصرف: الحيلة. وعن مكحولٍ في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً"؛ الصرف: التوبة، والعدل: الفدية: وقال غيره: الصرف: النافلة، والعدل: الفريضة. قوله: ﴿ولم يجدوا عنها مصرفًا﴾ [الكهف: ٥٣] أي معدلاً. وأنشد لأبي كبيرٍ الهذلي: [من الكامل]
٨٧٢ - أزهير هل عن شيبةً من مصرف؟
قوله: ﴿وإذ صرفنا إليك نفرًا﴾ [الأحقاف: ٢٩] أي أقبلنا بهم إليك وإلى الاستماع منك.
والصريف: اللبن إذا سكنت رغوته، كأنه صرف الرغوة عن نفسه أو صرفت عنه. وقيل: هو اللبن ساعة يحلب، كأنه صرف به عن الضرع. ومنه حديث الغار: "في رسلها وصريفها". ورجل صيرف وصيرفي وصراف: يعرف جيد الدراهم من رديئها. قال الشاعر. [من البسيط]

٨٧٣ - تنفي يداها الحصا في كل هاجرةٍ نفي الدراهيم تنقاد الصياريف
أشبع في اللفظين أي الدراهم والصيارف؛ سمي بذلك لأنه يقلبها ويديرها ليعرفها. قوله تعالى: ﴿وكذلك نصرف الآيات﴾ [الأنعام: ١٠٥] أي نبينها تبيين من يقلب الشيء. هذا إن أريد بها آيات القرآن وإن أريد بها ما أرسله من الآيات والدلالات. فالتصريف على حاله أي يشيعها ويقلبها ويرددها بين الناس، إما بالمشاهدة وإما بالسماع ليرتدعوا. ويقال: عنز صارف كأنها صرفت إلى نفسها، يراد بها الحائل. والصرف:


الصفحة التالية
Icon