العالي. والصعود والحدور بالفتح أيضًا. قال الراغب: هما بالذات واحد وإنما يختلفان بحسب الاعتبار بمن يمر فيهما فمتى كان المار صاعدًا يقال لمكانه صعودًا، وإذا كان منحدرًا يقال لمكانه حدورًا. الصعد والصعود والصعيد في الأصل واحد، لكن الصعد والصعود يقالان للعقبة، ويستعار لكل شاق، قال تعالى: ﴿يسلكه عذابًا صعدًا﴾ [الجن: ١٧] أي شاقًا. وقوله: ﴿سأرهقه صعودًا﴾ [المدثر: ٧٤] أي عقبة كؤودًا. يروى أنه كما صعد أعلاها تقطعت يداه ورجلاه فيهرول منها إلى أسفلها، ثم تثبت يداه ورجلاه، ولا يزال يعذب بذلك، والصعيد يقال لوجه الأرض. وقيل: بل هو الغبار الصاعد من وجهها، ولذلك يشترط في التيمم أن يعلق بيده غبار. وأما الإصعاد فقد قيل: هو الإبعاد في الأرض سواء كان في صعود أو حدورٍ، وإن كان أصله من الصعود وهو الارتقاء نحو تعال، فإنه في الأصل الدعاء من مكانٍ مستقلٍ إلى مكانٍ عالٍ. ثم قيل في الجيل. وقيل: المراد مجرد الذهاب. وقيل: لم يقصد الإبعاد في الأرض. وإنما أشار إلى علوهم فيما تحروه وأتوه كقولهم: أبعدت في كذا، وارتقيت فيه كل مرتقى. فكأنه قال: إذا بعدتم في استشعار الخوف والاستمرار على الهزيمة. وقرئ: ﴿تصعدون﴾ -بضم التاء- على مجرد الذهاب -وبفتح التاء والعين- على معنى الارتقاء في الجبل والتوغل فيه فرارًا من العدو، الظاهر أن القراءتين بمعنى احدٍ على ما قدمناه.
قوله: ﴿كأنما يصعد في السماء﴾ [الأنعام: ١٢٥] قرئ بالتثقيل والتخفيف، وهذا مثل لشدة الأمر وضيق العطن، كقولهم: يتنفس الصعداء إلى فوقٍ. واصل يصعد يتصعد فأدغم. قوله: ﴿إليه يصعد الكلم الطيب﴾ [فاطر: ١٠] استعارة لما يصل من