وجمع الصفد أصفاد، قيل: وأصفد وصفد أيضًا. وفي الحديث: "إذا جاء شهر رمضان صفدت الشياطين" أي غلت.
ص ف ر:
قوله تعالى: ﴿بقرة صفراء﴾ [البقرة: ٦٩] هو تأنيث الأصفر. والصفرة: لون معروف. وقيل في قوله: ﴿جمالات صفر﴾ [المرسلات: ٣٣] وفي "الصفراء" إنه السواد، وأنشد للأعشى: [من الخفيف]

٨٨٣ - تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب
وحضرت يومًا درس الشيخ فأوردت البيت متعجبًا من استشهاد الزمخشري وغيره به على ذلك. وقلت: أليس من الزبيب ما هو أصفر؟ فقال: صدقت، ولكن الغالب في الزبيب السواد، حتى إن بعض البلاد لا يكون فيها إلا كذلك. وقوله: ﴿فاقع﴾ [البقرة: ٦٩] هذا تابع لا معنى له غير ذلك؛ يقال: أصفر فاقع، أي خالص، وأسود حالك وحائل، وأبيض يقق، وأحمر قانٍ، وأخضر ناصع، وأزرق حطباني، كل ذلك بمعنى الخلوص. وقال الراغب: الصفرة بين السواد والبياض، وهي إلى البياض أقرب، ولذلك قد يعبر عنها بالسواد. وقال الحسن: سوداء شديدة السواد. قال بعضهم: لا يقال في السواد: فاقع. قوله: ﴿كأنه جمالات صفر﴾ هو جمع أصفر [وليبيس البهمى] صفار. والصفير للصوت الكائن من الأشياء الخالية. قيل: ومن هذا صفر الإناء، أي خلا، إذا خلا سمع منه صفير من أجل الهواء، ثم صار متعارفًا في كل خالٍ من الأبنية وغيرها. وفي الحديث: "إن يدهما صفراء" أي فارغتين.
وفي الحديث: "لا صفر ولا هامة ولا عدوى" الصفر: تزعم العرب أنه حية في


الصفحة التالية
Icon