البطن إذا حصلت جاع الإنسان، فإذا جاع آذته. نزعم أنها تعدي. والهامة تزعم العرب أن القتيل إذا قتل خرج منه طير يرفرف عليه ويقول: اسقوني اسقوني، حتى يؤخذ بثأره فيسكن. والعدوى: أن يصيب الإنسان مثلما بالمبتلى. فنفى الشارع ذلك كله، فإن المقادير بكف الإله. قال بعض الحكماء: سمي [خلو] الجوف والعروق من الغذاء صفرًا. ولما كانت تلك العروق الممتدة من الكبد إلى المعدة إذا لم تجد غذاءًا امتصت أجزار المعدة، اعتقدت جهلة العرب أن ذلك حية في البطن تعض الشراشيف، وعلى ذلك قال شاعرهم: [من البسيط]
٨٨٤ - ولا يعض على شرسوفه الصفر
وصفر: علم لشهرٍ، سمي بذلك لخلو بيوتهم من الزاد، والصفري من النتاج: ما يكون في ذلك الوقت. وقيل: صفر لما كانوا يفعلونه من النسيء؛ يؤخرون المحرم إلى صفر. وفي الحديث: "صفرة في سبيل الله" أي جوعة، من الخلو. وفي حديث أم زرعٍ: "صفر ردائها وملء كسائها وغيط جارتها" أي ضامرة البطن سمينة، إذ رأتها جارتها غاظها حسنها، وفي الأضاحي: "نهى عن المصفرة" والمصفرة أي المستأصلة الأذن لخلو صماخها من الأذن. وقيل: المهزولة، لصفرها من السمن وقيل لأبي جهلٍ: "يا مصفر استه" رماه بالأبنة. وقيل: يا مضرط نفسه، مأخوذ من الصفير، وهو صوت الضراط.
ص ف ف:
قوله تعالى: ﴿وجاء ربك والملك صفًا صفًا﴾ [الفجر: ٢٢] الصف: جعل الشيء