[من الطويل]
٨٨٩ - بها جيف الحسرى فأما عظامها | فبيض وأما جلدها فصليب |
ص ل ح:
قوله تعالى: ﴿وهو يتولى الصالحين﴾ [الأعراف: ١٩٦] أي المسلمين العاملين بما أمروا به ونهوا عنه. وزادوا على ذلك بنوافل. والصلاح ضده الفساد، ويختصان في غالب أحوال الاستعمال بالأفعال. وقد قوبل في التنزيل تارةً بالفساد وتارةً بالسيء. قال تعالى: ﴿وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون﴾ [البقرة: ١١]. وقال تعالى: ﴿خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا﴾ [التوبة: ١٠٢] وإصلاح الله تعالى بعض عباده يكون تارةً بخلقه إياه كذلك، وأخرى بإزالة ما فيه من الفساد. وأخرى بالحكم له بذلك.
قوله: ﴿إن الله لا يصلح عمل المفسدين﴾ [يونس: ٨١] لأن أعمالهم تضاد ذلك. قال الراغب: أي المفسد يضاد الله في فعله لأنه يفسد، والله تعالى يتحرى في جميع أفعاله الصلاح، فهو لا يصلح عمله. وفي عبارته غلظة. وقيل: لا يوفقهم لعمل الصلحاء. قوله: ﴿والصلح خير﴾ [النساء: ١٢٨] غلب الصلح على المودة بين الناس وإزالة ما بينهم من الضغائن، والإصلاح فعل ذلك؛ قال تعالى: ﴿أو إصلاح بين الناس﴾ [النساء: ١١] والصلح في الفقه نوع من ذلك، لأن فيه إزالة خصومةٍ بترك بعض الحق. قوله: ﴿وألحقني بالصالحين﴾ [يوسف: ١٠١] أي اجعلني منهم بأن أحشر في زمرتهم