تعالى إذا أحب عبدًا تفقده كما يتفقد الصديق صديقه.
قوله: ﴿وتتخذون مصانع﴾ [الشعراء: ١٢٩] قيل: هي مجاري الماء. وقيل: الأصناع، وأحدهما صنعٌ وقيل: المصانع: ما شيد من القصور وزخرف من الدور. والكل مراد، فإن القوم فعلوا كل ذلك. وفي الحديث: ((اصطنع رسول الله صلي الله عليه وسلم خاتمًا)) سأل أن يصنع له. والصنيعة: الإحسان، ومنه قيل: الصنيعة تذهب القطيعة. وقال الشاعر: [من الطويل].

٩٠١ - وإن امرؤ أسدي إلي صنيعةً وذكرنيها مرةً لبخيل.
قوله تعالي: ﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾ [إبراهيم: ٣٥] جمع صنم وهو الجثة المتخذة من خشبٍ أو حجرٍ أو نحاسٍ، فتعبد متقربًا بها إلي الله تعالي. وقيل: كل ما عبد من دون الله فهو صنمٌ. وقيل: بل كل ما شغل عن الله، حتى قال بعض الحكماء: معلومٌ أن خليل الرحمن كان يعلم من الله مع تحققه بمعرفته واطلاعه علي حكمته لم يكن ممن يخاف أن يعود إلي عبادة الأصنام، فكأنه قال: اجنبني عما يشغلني عنك ويصرف وجهي إليه. قال ابن عرفة: كل ما اتخذ وله صورةٌ فهو صنمٌ، وإن لم يكن له صورةٌ فهو وثنٌ، وسيأتي إن شاء الله تعالي.
ص ن و:
قوله تعالي: ﴿صنوانٌ وغير صنوانٍ﴾ [الرعد: ٤] وهو أن يكون الأصل واحدًا وتتفرع منه النخلتان والثلاث فأكثر. وقيل: هو الغصن الخارج من أصل شجرةٍ. يقال: هما صنوا دوحةٍ. والظاهر اختصاص ذلك بالنخل والبقل. وفي الحديث: ((عم الرجل صنوا أبيه)) أي أن أصلهما واحدٌ. ومنه ((العباس صنوا أبي)) ويستوي المثنى والجمع


الصفحة التالية
Icon