السهم وذلك علي أنواع. الأول أن يقصد ما يحسن مقصده فيفعله. وذلك هو الصواب التام الذي يحمد به. والثاني أن يقصد ما يحسن فعله فيتأتي منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنه صوابٌ، وذلك هو المراد بقوله صلي الله عليه وسلم: ((كل مجتهدٍ مصيبٌ))، وروي: ((المجتهد مصيبٌ فإن أخطأ فله أجرٌ)) كما ما روي: ((من اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ)). والثالث أن يقصد صوابًا فيتأتي منه خطأ لعارضٍ من خارجٍ نحو: من يقصد رمي صيدٍ فيصيب إنسانًا فهذا معذورٌ. والرابع أن يقصد ما يقبح فعله ولكن يقع خلاف ما يقصده فيقال: أخطأ في قصده وأصاب الذي قصده. والصوب الإصابة، ومنه: أصاب سهمه: إذا وقع في الغرض، فيقال: صابه وأصابه، نحو: جابه وأجابه.
قوله تعالي: ﴿أو كصيبٍ من السماء﴾ [البقرة: ١٩]. الصيب: المطر النازل بشدةٍ من مكانٍ، من صاب يصوب إذا نزل، قال الشاعر: [من الطويل].
٩٠٢ - ولست لإنسي ولكن لملاكٍ | تنزل من جو السماء فيصوب. |
٩٠٣ - فسقي ديارك غير مفسدها | صوب الربيع وديمةٌ تهمي. |
-فسقي ديارك غير مفسدها (البيت).
وقيل: الصيب: السحاب، وهو فعيل من صاب يصوب. والفراء يقول: إنه فعيلٌ، والأصل صويبٌ. وتحقيقه في غير هذا من كتبنا. قوله: {وبشر الصابرين الذين إذا