أصابتهم مصيبةٌ} [البقرة: ١٥٥ - ١٥٦]، النائبة، وأصلها في الرمية ثم اختصت بالنائبة الفادحة. وأصاب يستعمل في الخير والشر. قال تعالي: ﴿إن تصبك حسنةٌ تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ يقولوا﴾ [التوبة: ٥٠]. وقال بعضهم: الإصابة في الخير اعتبارًا بالصواب وهو المطر، وفي الشر اعتبارًا بإصابة السهم، وكلاهما يرجعان إلي أصل واحدٍ.
قوله تعالي: ﴿حيث أصاب﴾ [ص: ٣٦] أي أراد. ويحكي أن رجلين من أهل اللغة [اختلفا] فيها فيخرجا يسألان عنها فلقيا رؤبة فقال لهم: أين تصيبان؟ فقالا: هذه بغيتنا ورجعا. وفي الحديث: ((من يرد الله به خيرًا يصيب به)) أي يبتليه بمصيبةٍ. يقال: مصيبةٌ ومصوبةٌ ومصابةٌ، والجمع مصائب ومصاوب، وهو الأصل. كما قالوا مناور في مناير.
ص وت:
قوله تعالي: ﴿وخشعت الأصوات للرحمن﴾ [طه: ١٠٨] الصوت: ما يسمع من المصوت، ويؤنث. قال الشاعر: [من الطويل].
٩٠٤ - سائل بني أسدٍ ما هذه الأصوات؟
وقيل: هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين، وهو نوعان: مجردٌ عن تنفسٍ بشيءٍ كالصوت الممتد، ومتنفسٌ بصوتٍ ما. ثم المتنفس ضربان: ضروري كما يكون من الجمادات والحيوانات، واختياري كما يكون من الإنسان وذلك ضربان: ضربٌ باليد كصوت العود ونحوه. وضربٌ بالفم. ثم الذي بالفم ضربان: نطقٌ وغير نطقٍ كصوت الناي. ثم النطق إما مفردٌ من الكلام وإما مركبٌ. قوله تعالي: ﴿لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي﴾ [الحجرات: ٢] أمرهم بالتأدب وأن يعلو كلامهم كلامه. وكان جلة الصحابة وأعزهم عنده بعدها كأبي بكرٍ وعمر لا يكلمونه إلا السرار وكآخر السرار. قيل: