وإنما خص الصوت دون النطق والكلام لأنه أعم منهما. وقيل: خصه لأن المكروه فعل الصوت فوق صوته لا رفع الكلام. قاله الراغب وفيه نظرٌ لأنه متى رفع كلامه رفع صوته، إذ لا يكون كلام إلا مع صوتٍ من غير عكس.
ورجلٌ صيتٌ: شديد الصوت، وأصله صيوت كميتٍ. وخص الصوت بالذكر الجميل وإن كان أصله انتشار الصوت بني علي فعيل فانقلبت الواو ياءً.
ص ور:
قوله تعالي: ﴿يوم ينفخ في الصور﴾ [الأنعام: ٧٣] قيل: الصور: قرنٌ فيه أرواح العالم، فإذا نفخ فيه إسرافيل طارت كل روحٍ إلي جسدها فلبسته وقال الراغب: وهو مثل قرنٍ ينفخ فيه فيجعل [الله] ذلك سببًا لعود الصور والأرواح إلي أجسامها. وروي في الخبر ((أن الصور فيه صور الناس كلهم)) وقيل: الصور جمع صورةٍ ولكنه خفف إذ كان من حقه تحريك عنه نحو غرفة وغرف. ومن ثم قرئ شاذًا بتحريكهما. قوله تعالي: ﴿في أي صورةٍ﴾ [الانفطار: ٨]. الصورة: ما تنتق شبه الأعيان وتتميز بها عن غيرها. وذلك ضربان أحدهما محسوسٌ مدركٌ للخاصة والدهمة، بل يدركه كثيرٌ من الحيوان غير الناطق كصورة الإنسان والفرس والحمار بالمعاينة. والثاني معقولٌ تدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص [الإنسان بها] من العقل والرؤية، والمعاني التي خص بها شيءٌ بشيءٍ. وإلي الصورتين أشار تعالي بقوله: ﴿خلقناكم ثم صورناكم﴾ [الأعراف: ١١] وقوله: ﴿وصوركم فأحسن صوركم﴾ [غافر: ٦٤] ﴿يصوركم في الأرحام﴾ [آل عمران: ٦] ﴿في أي صورةٍ ما شاء ركبك﴾ [الانفطار: ٨]. وفي الحديث: ((إن الله خلق آدم علي صورته)) الهاء عائدةٌ علي آدم، أي على هيئته التي