مثقاله، ولا أقل من ذلك. قوله:} ذريتهم ﴿[الأعراف: ١٧٢] الذرية: أصل إطلاقها على الصغار، وقد يطلق على الآباء. فقوله:﴾ حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ﴿[يس: ٤١] قيل: الآباء، وقيل: الأبناء، وذلك إذا أريد بالفلك جنس السفن لا سفينة نوحٍ، ويقع على الواحد والجمع؛ قال تعالى:﴾ هب لي من لدنك ذريًة طيبًة ﴿[آل عمران: ٣٨] فوهب له يحيي. وفيها أقوال؛ أحدها أنها فعلية من الذر لأن الله استخرج الذرية من ظهر آدم كالذر حين أشهدهم على أنفسهم. والثاني أ، ها مهموزة الأصل اشتقاقًا من ذرأ الله الخلق. وقد تقدم فخففت والتزم تخفيفها. وقد تقدم أن العرب التزمت تخفيف ألفاظٍ: البرية والخطية والذرية في باب الياء. والثالث أنها ذروية فأدغمت. وقد تطلق التاء مع الصبيان، وفي الحديث: "لا تقتل ذرية ولا عسيفًا" وفسرها الهروي بالمأة خاصًة، والصواب الأول. وقد صرح بذلك في حديثٍ آخر. ولنا كلام فيها هو أطول من هذا.
ذ ر ع:
قوله:﴾ وضاق بهم ذرعًا ﴿[هود: ٧٧] أي طاقة ووسعًا. والعرب تقول في التهديد: اقصد بذرعك أي استقم بطاقتك. وفي الحديث: "فكسر ذلك في ذرعي". أي ثبطني عما أردته.
وقيل: أصل الكلمة من الذراع، والذراع من الحيوان معروف فإذا قالوا: هذا على حبل ذراعك كأنهم قالوا: هذا في يدك. فإذا قالوا: ضاق بكذا ذرعًا كأنهم قالوا: ضاق يدًا. والذراع: ما يذرع الثوب والأرض ونحوهما تشبيهًا بالعضو في المقدار. قال تعالى:﴾ ذرعها سبعون ذراعًا [[الحاقة: ٣٢] أي مقدارها. وذراع الأسد نجم تشبيهًا بذراع الحيوان. وذرعته: ضربت ذراعه نحو كبدته. وذرعت: مددت ذراعي. ومنه: