والطعام: ما يتناول [من] الغذاء. واختص في عرف الشرع بالبر فيما روى أبو سعيد رضي الله عنه ((أن النبي ﷺ أمر بصدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعًا من شعير)). والطعم: [ما] يتناول [من] الغذاء، أو يتغذى به أيضًا. قوله: ﴿ومن لم يطعمه﴾ [البقرة: ٢٤٩] أي لم يدقه. والذوق يكون في المأكول والمشوب. وفي الحديث عن زمزم: ((طعام طعم)) أي تشبع من شربها كما يشبع بالطعام. قال النضر: يقال: هذا طعام يطعم من آكله، أي يشبع آكله. وهذا لا يطعم آكله، أي لا يشبع. وقيل: الطعم مختص بالمأكولات وأجابوا عن الآية بأنه تعالى إنما قال: ﴿لم يطعمه﴾ تنبيهًا أنه محظور عليه تناوله إلا غرفة من طعام، كما أنه محظور عليه أن يشربه إلا غرفة فإن الماء قد يطعم إذا كان مع شيء يمضغ ولو قال: ومن لم يشربه، كان يقتضي جواز تناوله إذا كان في طعام. فلما قال: ((ومن لم يطعمه)) بين أنه لا يجوز تناوله على كل حال إلا بقدر المستثنى، وهو الغرفة باليد. وأجابوا عن الحديث بأنه عليه الصلاة والسلام إنما قال ذلك لأنه قام مقام الطعام، فنبه أنه يغذي بخلاف سائر المياه.
قوله: ﴿فإذا طعمتم﴾ [الأحزاب: ٥٣]. أي أكلتم الطعام وفي قوله تعالى: ﴿أو أطعم في يوم﴾ [البلد: ١٤] أي أعطى الطعام وجعله له. وقرئ: ((إطعام)) على المصدرية نسقًا على ﴿فك رقبة﴾ بالرفع؛ فإن القراءتين متلازمتان. قوله: ﴿ويطعمون الطعام على حبه﴾ [الإنسان: ٨] أي على حبهم للطعام. وهذا كقوله: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾ [الحشر: ٩] قيل: نزلت في فاطمة الزهراء وبعلها أمير المؤمنين وولديها سيدي شباب أهل الجنة في قصة طويلة ذكرتها في التفسير. واستعير الإطعام والاستطعام لرد الكلام والجواب؛ وفي الحديث: ((إذا استطعمكم الإمام فأطعموه)) أي إذا أرتج على إمام الصلاة في قراءته فردوا عليه غلطه أو وقفته.
وطعم فهو طاعم: أكل الطعام، ويكون بمعنى حسن الطعام أيضًا. يقال: هو


الصفحة التالية
Icon