متطورين، ويجوز أن ينصب مصدرًًا أي خلقا ذا أطوار.
ط وع:
قوله تعالى: ﴿فطوعت له نفسه﴾ [المائدة: ٣٠] أي سهلت وزينت. وقيل: تابعت. وعن مجاهد: شجعته. وقيل: أعانته، وكله متقاربة. وطوعت وطاوعت واحد، وهما أبلغ من أطاعت. والطواعية والطاعة: الانقياد للأمر ضد العصيان. يقال: طاع يطوع طوعًا، وأطاع يطيع طاعة، والقياس إطاعة، ولكنه على حذف الزوائد، كقولهم: أعطى عطاًء، و ﴿أنبتكم من الأرض نباتًا﴾ [نوح: ١٧] ويقال: هو اسم مصدر كسبحان اسم للتسبيح. والطوع أيضا الانقياد، ويضاده الكرة؛ قال تعالى ﴿ائتيا طوعا أو كرها﴾ [فصلت: ١١] ﴿ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعًا وكرها﴾ [الرعد: ١٥]. ﴿وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا﴾ [آل عمران: ٨٣]. قال بعضهم: والطاعة مثله، لكنه أكثر ما يقال في الائتمار فيما أمر والارتسام فيما رسم.
قوله تعالى: ﴿هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة﴾ [المائدة: ١١٢] قرئ بإسناد الفعل إلى الرب؛ فقال بعضهم: إنه السائلين ليسوا بمؤمنين. وقيل: بل كانوا مؤمنين، وأجيب عنهم بأجوبة أحدها أنهم لم يقصدوا قصد القدرة، وإنما قصدوا هل تقضي الحكمة أن يفعل ذلك؟ الثاني أن يستطيع بمعنى يطيع؛ يقال: استطاع وأطاع بمعنى واحد. والمعنى: هل يستطيع أن يجيب سؤالنا فيما نسأله كقوله تعالى: ﴿ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع﴾ [غافر: ١٨] أي يجاب، وإنهم قالوا ذلك قبل أن تقوى معرفتهم بالله تعالى. والمؤمن قد يجهل بعض الصفات العلية حتى يعلمها. ولذلك اختلف المسلمون في بعض الصفات العلية نفيًا وإثباتًا. وقرئ بإسناد الفعل إلى المخاطب ونصب الرب، وهي واضحة أي على تقدير سؤالك ربك نحو: هل يستطيع يا فلان الأمير أن يعطيني؟
قوله تعالى: ﴿طاعة وقول معروف﴾ [محمد: ٢١]، أي ليكن منكم طاعة.