قوله: ﴿ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب﴾ [النساء: ٢] أي الأعمال السيئة بالأعمال الصالحة. وقيل: إنهم كانوا يأخذون شاة هزيلة يضعونها في مال اليتيم ويأخذون بدلها سمينة. وقيل: كانوا يعمدون إلى رذالة التمر وغيره فيتصدقون به ويبقون لأنفسهم الطيب كقوله: ﴿ولا تيمموا أخبيث منه تنفقون﴾ [البقرة: ٢٦٧]. قوله: ﴿ومساكن طيبة﴾ [التوبة: ٧٢] أي مطهرة مما عليه مساكن الدنيا من خوف الخراب وطرق العدو وغير ذلك. ومثل ذلك: ﴿بلدة طيبة ورب غفور﴾ [سبأ: ١٥] فإن بلادهم كانت حصينة قليلة الوحش والهوام فلا يشكروا هذه النعمة. وقيل: إشارة إلى الجنة وجوار رب العزة. قوله: ﴿والبلد الطيب﴾ [الأعراف: ٥٨] يريد: الكريم المنبت الزكي.
قوله: ﴿صعدا طيبا﴾ [النساء: ٤٣] أي طاهرا لا نجاسة فيه، ومن ذلك سموا الاستنجاء استطابه لأنه تحصيل للطيب وهو الطهارة. وفي ((التحيات والصلوات الطيبات)) أي من الكلام مصروفات لله تعالى كالتسبيح والتقديس ونحو ذلك. وفي الحديث: ((نهي أن يستطيب الرجل بيمينه)) أي يستنجي. وقد مر تفسيره. وفي الحديث: ((نهي أن تسمى المدينة يثرب لأن الثرب هو الفساد، وأمر أن تسمى طيبة وطابة لطيبتها)) لقوله في حديث آخر: إن المدينة طيبة تنفي خبثها. والطابة أيضا: العصير، لطيبه، ومنه أنه ((سئل طاووس عن الطابة تطبخ على النصف)). وفي حديث المولد: ((المطيبين الأحلاف)) أي الذين غمسوا أيديهم في الطيب ليحلفوا إيمانا مؤكدة، وهم في قريش خمس قبائل: بنو عبد الدار، وجمح، وسهم، ومخزوم، وعدى بن كعب في قصة طويلة، وكان رسول الله ﷺ وأبو بكر من المطيبين وعمر من الأحلاف. وفي المثل: ((ذهب من الأطيبان)) قيل: النوم والأكل. وقيل: الأكل والنكاح.


الصفحة التالية
Icon