﴿أأنزل عليه الذكر﴾ [ص: ٨] القرآن لقوله:} وهذا ذكر مبارك أنزلناه ﴿[الأنبياء: ٥٠]. قوله:﴾ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ﴿[الأنبياء: ١٠٥] هو الكتب القديمة. ويجوز أن يراد القرآن لأنه وإن تأخر إنزاله عن غيره فهو مقدم في الرتبة على غيره، من حيث إنه أشرفها، كما أن المنزل هو عليه أشرف من أنزل عليه كتاب. قوله:﴾ فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴿[الذاريات: ٥٥] ونظائر ذلك؛ الذكرى بمعنى التذكير. قوله:﴾ فما لهم عن التذكرة معرضين ﴿[المدثر: ٤٩] التذكرة ما يتذكر به الشيء. قيل: هو أعم من الدلالة والأمارة. قوله:﴾ فتذكر إحداهما الأخرى ﴿[البقرة: ٢٨٢] قيل: تذكرها بعد نسيانها، وقيل: تجعلها ذكرًا في الحكم. وفي الحرف قراءتان بيناهما، وما هو الصحيح في تأويلهما في غير هذا. وقد أبدى بعضهم معنى حسنًا في قوله:﴾ فاذكروني أذكركم ﴿[البقرة: ١٥٢] وفي قوله:﴾ اذكروا نعمتي ﴿[البقرة: ١٢٢] من حيث إنه فرق بينهما بين المذكورين فقال: خاطب أصحاب رسول الله ﷺ الذين حصل لهم فضل قوةٍ بمعرفته فقال: "فاذكروني" فأمرهم أن يتصوروا نعمته فيتوصلوا بها إلى معرفته. قوله:﴾ بخالصةٍ ذكرى الدار ﴿[ص: ٤٦] يجوز أن يراد أنهم يذكرون الناس بالدار الآخرة ويزهدونهم في الدنيا، ويجوز أن يراد أنهم يكثرون ذكر الآخرة لاهتمامهم بها واشتغالهم عن الدنيا، فلا يخطرونها ببالهم فضلاً عن ذكرها. قوله:﴾ ذكر رحمة ربك عبده زكريا ﴿[مريم: ٢] أي أن ذكر ربك عبده برحمته، ويجوز أن يجعل الرحمة ذاكرًة له مجازًا عن إصابتها إياه كقولك: ذكرني السلطان، أي أصابني بخيرٍ وإن لم يلفظ باسمك. قوله:﴾ خذوا ما آتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه ﴿[البقرة: ٦٣] أي ادرسوه وقيدوه بالحفظ واعملوا به لن من خالف شيئًا لم يذكره وإن ملأ به فاه. قوله:﴾ سمعنا فتى يذكرهم ﴿[الأنبياء: ٦٠] أي يعيبهم لقوله:﴾ أهذا الذي يذكر آلهتكم ﴿[الأنبياء: ٣٦] ومنه فلان يذكر الناس، إذا كان عيابًا. قوله:﴾ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ﴿[الفجر: ٢٣] أي يتوب وأنى له التوبة؟
والذكر ضد الأنثى كما قابل بينهما تعالى في قوله: {الذكر والأنثى﴾