وقد تثنى وتجمع وتؤنث فإذا جمعت جمع سلامةٍ فالأفصح بناؤه على الضم كقوله: [من الرجز]
٥٤٣ - جمعتها من أينقٍ سوابق
ذوات ينهضن بغير سائق
وقد ذكرها الهروي في مادة ذوي، وليس منه بالعكس كما قدمته. وذكر الراغب ذا اسم الإشارة في مادة "ذو" وسأتكلم عليه في مادة... فإنه أليق به! لما ستعرفه، وليس من هذه المادة في القرآن إلا ذا اسم الإشارة على رأي بعض النحاة، وذلك أن الأسماء المتوغلة في البناء لا يدخلها اشتقاق ولا تصريف، وإن ذكر بعض النحويين فيها شيئًا من ذلك فللتمرين. ومذهب البصريين أن ذا ثنائي الوضع لأنه مبني كالحرف. ومذهب الكوفيين أنه ثلاثي الوضع، وأن أصله "ذي ي" بدليل. تصغيرهم له على ذيا، والأصل ذييا فحذفت إحدى الياءين غير ياء التصغير وعوض منها الألف. وقيل: بل هي عوض من ضم أوله وفيه كلام طويل حققناه في غير هذا، لا غرض لنا في التطويل به هنا إذ لا تعلق له بالمعنى. وفيه لغة ذا، بالمد. ويقال في التوسط ذاك وفي البعد ذلك وآلك؛ فله ثلاث مراتب على المشهور عند النحاة، ومؤنثه ذي وذه، وتي وته، وتا وذات وتسكن هاء ذه وته، وتشبع وتختلس وتثنى ذات وتا وجمعهما أولى. وقد تقصر وتلحق هاء التنبيه جميعها إلا ما فيه لام البعد، والكاف حرف خطابٍ جارًة مجرى الاسم مطابقًة. ويكون ذا موصولاً مع ما أو من الاستفهامية بشرط ألا يلغى وألا يراد به الإشارة فالأحسن حينئذٍ جوابه بالرفع. وإذا أبدل منه وجب الرفع. وقرئ قوله:} يسألونك ماذا ينفقون قل العفو {[البقرة: ٢١٩] برفع العفو على أنه موصول، ونصبه على أنه غلب عليه الاستفهام. وأجمع في السبع على نصب "خيرًا" ورفع "أساطير" من قوله: {ماذا أنزل
الصفحة التالية