والمصلح والصاحب، وكلها معانٍ متقاربة. ولا يقال مطلقًا إلا للباري تعالى. فأما قوله: [من الخفيف]
٥٥٣ - فهو الرب والشهيد على يو... م الحيارين، والبلاء بلاء
فقول جاهلي لا يعتد به. ويقال: فلان رب الداء والشاء والبعير. ومنه:} ارجع إلى ربك ﴿[يوسف: ٥٠]﴾ إنه ربي أحسن مثواي ﴿[يوسف: ٢٣]. ومنه: [من مجزوء الكامل]
٥٥٤ - فإذا سكرت فإنني... رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنني... رب الشويهة والبعير
وقيل: عني بقوله:﴾ إنه ربي ﴿الباري تعالى، وهو الأليق بحاله. والرب في الأصل قيل: وصف، وقيل مصدرًا واقع موقع اسم الفاعل ربه يربه ربًا، ورباه يرببه تربيًة، ورببه يرببه تربيبًا، كله بمعنى أصلحه. وقال: "لأن يربني رجل من قريشٍ أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن". فإذا قيل إنه وصف فهل هو مقصور من رأب، نحو بر مقصور من نحو بار أو وصف على فعلٍ من غير حذفٍ، نحو صعبٍ وضخمٍ؟ خلاف مشهور. وكل موضعٍ ذكر فيه لفظ الرب فلمناسبة ذلك المقام؛ ألا ترى حسن موقعه في قوله:﴾ الحمد لله رب العالمين ﴿حيث نبههم على استحقاق الحمد له بكونه مصلحهم ومالكهم ومتولي مصالحهم. وكذا قوله:﴾ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض ﴿[الأعراف: ٥٤]،﴾ اتقوا ربكم الذي خلقكم ﴿[النساء: ١] إلى غير ذلك من نظائره. وتجمع على أربابٍ كقوله تعالى:﴾ أأرباب متفرقون {[يوسف: ٣٩]، وعلى ربوبٍ كقول الشاعر: [من الطويل]
٥٥٥ - وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي... وقبلك ربتني، فضعت، ربوب