وأديم مربوب أي مصلح؛ قال الشاعر: [من الطويل]
٥٥٦ - فإن كنت مني أو تريدين صحبتي | فكوني له كالسمن رب له الأدم |
ويطلق على المعبود بغير حقٍ} أأرباب متفرقون
﴿. وقول الآخر: [من الطويل]٥٥٧ - أرب يبول الثعلبان برأسه | لقد هان من بالت عليه الثعالب |
ولنا فيه كلام أطول من هذا. واختلف فيه؛ هل هو صفة ذاتٍ أم صفة فعلٍ. وفي حديث أشراط الساعة "أن تلد الأمة ربها أو ربتها" هو أن يكثر التسري فيولد الرجل أمته ولدًا فهو مولاها في المعنى. قوله:﴾ والربانيون
﴿جمع رباني منسوب إلى لفظ الرب بمعنى التربية، وذلك أن العلماء يربون العلم أي يصلحونه ويتعلمونه، ثم يربو به الناس فيعلمونهم كما تعلموا ويصلحونهم كما صلحوا هم به، وهم الذين يربون بصغار العلوم قبل كبارها؛ فهو من لفظ الربية ومعناها. ولما توفي الحبر البحر ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال السيد محمد ابن الحنفية: "مات رباني هذه الأمة".
وقوله:﴾ ولكن كونوا ربانيين
﴿[آل عمران: ٧٩] أي علماء حلماء يعلمون الناس ويربونهم كما علمكم غيركم ورباكم. ولذلك نبههم على ذلك حيث قال:﴾ بما كنتم
﴿وزيدت الألف والنون في النسب مبالغة كقولهم: لحياني وجباني في الكبير اللحية والجبة. وقوله:﴾ معه ربيون كثير {[آل عمران: ١٤٦] جمع ربي وهو