عند خروجها إلى البصرة. ويعبر بالعقر عن مجرد القطع، ومنه الحديث: «أنه أقطع فلانًا ناحيةً واشترط عليه أن لا يعقر مرعاها».
ع ق ل
قوله تعالى: ﴿وما يعقلها إلا العالمون﴾ [العنكبوت: ٤٣] أي لا يتدبرها ويفهم غرضها ويطابق بينها وبين ما ضربت له إلا من اتصف بالعلم دون الجهلة. وأصل العقل: الحبس، يقال: عقلت البعير أعقله عقلًا: قيدته بما يحبسه عن الانبعاث. وسمي عقل الإنسان لأنه يمنعه ويحبسه عن محذوراتٍ. والعقال: ما يعقل به البعير. قال الشاعر: [من الوافر]
١٠٧٣ - ألا يا حمز للشرف النواء... وهن معقلات بالفناء
وسمى الدية عقلًا باسم المصدر لأن أولياء المقتول إذا عفوا على الدية أتوهم بالدية وهي الإبل، فتعقل بدورهم لئلا تتقلب. والعقل الذي هو لب الإنسان يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم. ثم يقال للمستفاد بتلك القوة: عقل. ومن ثم قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: [من مجزوء الوافر]
١٠٧٤ - رأيت العقل عقلين... فمطبوع ومصنوع
فلا ينفع مصنوع... إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس... وضوء العين ممنوع
وإلى الأول أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: «ما خلق الله خلقًا أكرم عليه من العقل». وإلى الثاني أشار بقوله: «ما كسب أحد شيئًا أفضل من عقلٍ يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى». قال بعضهم: وهذا هو المعنى بقوله تعالى: ﴿وما يعقلها إلا العالمون﴾. قيل: وكل موضعٍ وصف الله الكفار فيه بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول. وكل موضعٍ رفع التكليف فيه عن عباده لعدم العقل فالمراد الأول.