رجل ظمآن وامرأة ظمأى. يقال: ظمئ يظمأ ظمأ فهو ظمآن. قال تعالى:} إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴿[طه: ١١٨ - ١٩٩] نفى عنه أولاً الجوع والعري، ثم ثانيًا العطش والحر. وما أحسن ما جاء على هذا النسق حسبما بيناه في غير هذا! قيل: وأصله من الظمء - بالكسر - وهو ما بين الشربين. ومنه: أظماء الإبل، هي جمع الظمأ. فالظمأ ما يحصل من الظمء من العطش.
فصل الظاء والنون
ظ ن ن:
قوله تعالى:﴾ وما هو على الغيب بظنين ﴿[التكوير: ٢٤] أي بمتهم، أي أنه صادق في نفس الأمر ولا عبرة بمن عائد واتهم. وقد تقدم أنه قرئ "بضنينٍ" ومر تفسيره. والظن إذا كان بمعنى التهمة تعدى لواحدٍ. والظن: ترجح أحد الطرفين على الآخر نفيًا وإثباتًا. وقد يعبر به عن اليقين والعلم كما يعبر بالعلم عنه مجازًا. قال الراغب: الظن ما يحصل عن أمارةٍ فإذا قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جداً لم يتجاوز حد الوهم. قوله:﴾ ألا يظن أولئك ﴿[المطففين: ٤] تنبيه أن أمارات البعث ظاهرة، وذلك نهاية في ذمهم. قوله تعالى:﴾ الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم ﴿[البقرة: ٤٦] أي يتيقنون؛ إذ لا يناسب حالهم وصفهم بظن ذلك حقيقًة. وقيل: هو على بابه بتقدير مضافٍ، أي ثواب ربهم، وهو أمر مظنونً إذ لا يقطعون لأنفسهم بالثواب، وفيه نظر لأن قوله بعد:﴾ وأنهم إليه راجعون ﴿يعكر عليه وأجيب بأنه يحمل مع المقدر على الظن الحقيقي مع قوله:﴾ وأنهم إليه راجعون ﴿على اليقين. واعترض بلزوم الجمع بين الحقيقة والمجاز. وأجيب بالتزامه.
قوله:﴾ وظن أهلها أنهم قادرون عليها ﴿[يونس: ٢٤] تنبيه أنهم صاروا في حكم العالمين لفرط طمعهم وأملهم. قوله:﴾ وظن أنه الفراق {[القيامة: ٢٨] أي علم.