المضارع، وتقدم ذلك محققًا. والغرب أيضًا لغربته بين جواهر الأرض، أي لخروجه عنها بالنفاسة. والغرب أيضًا حدة السنان واللسان، ومنه أحده لغربٍ سنانه ولسانه. وغرب السيف أيضًا حده. وسئل الحسن أيضًا عن قبلة الصائم فقال: "إني أخاف عليك غرب الشباب" أي حدته ومن ثم كرهها أصحابنا للشباب. وما أفصح هذه العبارة وأعذبها!
غ ر ر:
قوله تعالى: ﴿فلا تغرنكم الحياة الدنيا﴾ [لقمان: ٣٣]. الغرر والغرور مصدر أغره يغره: إذا أوهمه إعجباً بشيءٍ وأطعمه فيه. قال تعالى: ﴿فدلاهما بغرورٍ﴾ [الأعراف: ٢٢] وذلك لتقدم قوله: ﴿ما نهاكما ربكما﴾ إلى قوله: ﴿لمن الناصحين﴾ [الأعراف: ٢٠ - ٢١]. وقال في موضع أخر: ﴿هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلي﴾ [طه: ١٢٠] ومن ثم نهى عن بيعٍ الغرر لما فيه من التدليس، وأصله من غررت فلانًا، أي أصبت غرته ونلت منه ما أريد. قال بعضهم: الغرة: غفلة في اليقظة. والغرار: غفلة من غفوةٍ. وأصل ذلك من الغرور. وهو الأثر الظاهر من الشيء. ومنه غرة الفرس. وغرار السيف: حده. وغر الثوب: كسر مطاويه، ومنه: اطوه على غره. ومنه: غره يغره غرورًا: كأنما طواه على غره.
والغرة: الخيار، ومنه الحديث: "في الجنين غرة عبدًا أو أمة". والغرير: الخلق الحسن اعتبارًا بأنه يغر، ومنه المثل: "أدبر غريرة وأقبل هريرة". والأغر: الرجل الكريم المشهور بالكرم، مأخوذ من غرة الفرس لظهورها وشهرتها من بين سائر لونها. والجمع غرر. وفي الحديث: "أن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين". والغرر: لثلاث ليالٍ