من أول الشهر لكونها من الغرة. والغرار أيضًا: لبن قليل. وغارت الناقة: قل لبنها بعد أن ظن أنه لا يقل، فكأنها غرت صاحبها. وغرار: رجل مشهور. ومنه قول أبيه فيه: [من الطويل]

١١٣٥ - أرادت عرارًا بالهوان، ومن يرد عرارًا لعمري بالهوان فقد ظلم
فإن عرارًا إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
ومن ظريف ما يحكى أن بعض سرايا عبد الملك بن مروان غزوا قوومًا فأرسلوا رسولًا يخبر عبد الملك. فجعل لا يسأله عن شيءٍ إلا إجابة بأحسن جوابٍ. وسلى عبه فيه، وكان رجلًا أسود طويلًا، فأنشد عبد الملك: "فإن عرارًا إن يكن غير واضحٍ" البيت.
فقال: يا أمير المؤمنين أتدري من القائل ومن المقول فيه ذلك؟ قال: لا. قال: هو أنا (يا أمير المؤمنين) والقائل أبي. فعجب عبد الملك من ذلك.
قوله تعالى: ﴿ولا يغرنكم بالله الغرور﴾ [لقمان: ٣٣]. قال ابن عرفة: ما رأيت له ظاهرًا تحبه وفيه باطن تكرهه أو تجهله، وفي الحديث: "المؤمن غر كريم" أي ينخدع لانقياده ولينه، وضده الحب اللئيم، والأنثى غر أيضًا فيستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع غرار. ومنه حديث ظبيان: "إن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها وكهول الناس وغمارها ورؤوس الملوك وغراها" وغرار النوم: قلته، كغرار اللبن. ومنه قول الأوزاعي: "كأنوال لا يرون بغرار النوم بأسًا" أي قليلة لا ينقض الوضوء. وغرار الصلاة: نقصانها، وهو راجع لمعنى القلة. وفي الحديث: "إياكم ومشارة الناس فإنها تدفن الغرة وتطهر العرة" الغرة: الحسن. والعرة: القبح. وفي الحديث: "أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغر غر" أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فتكون بمنزلة الشيء الذي


الصفحة التالية
Icon