إذا رجع كما قدمت. ويُجمع جمعي التصحيح فيقال: فآتٍ، وهو القياس، وفئون. ولا نبالي بتاء التأنيث لأنها عوض من لامٍ كما يُقال مئون ومئين. قال الشاعر: [من الطويل]

١١٦٨ - ثلاث مئين للملوك وفي بها ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
قوله تعالى: ﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ [النساء: ٨٨] أي فرقتين. فانتصابها على الحال، وذلك أن المسلمين افترقوا في شأنهم فرقتين: فرقة تكفرهم وأخرى لم تكفرهم. وقوله تعالى: ﴿أو متحيزًا إلى فئة﴾ [الأنفال: ١٦] أي إلى فرقة وطائفة، وفي الحديث يُمهد عذر أصحابة: "أنا فئتكم" يُشير إلى الآية.

فصل الفاء والتاء


ف ت أ:
قوله تعالى: ﴿قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف﴾ [يوسف: ٨٥] أي لا تزال ولا تبرح، وهو مضارع فتئ الملازمة للنفي العاملة على كان، وهي ستة أفعال: مافتئ، وما زال، وما انفك، وما برح، وهذه الأربعة مشهورة، وونى بمعنى فتر، ورام بمعنى طلب، ولا تعمل إلا منفية لفظًا كقوله تعالى: ﴿ولا يزالون مختلفين﴾ [هود: ١١٨] أو تقديرًا كقوله: ﴿تفتأ تذكر يوسف﴾ أي لا تفتأ. وهذا الإضمار لابد منه لما تقرر من أن لا يطرد حذفها من المضارع الواقع جواب قسمٍ. وزعم بعضهم أنها تعمل عمل نفي لفظًا و"لا" تقديرًا، مُستدلًا بقول الشاعر: [من الوافر]
١١٦٩ - وأبرح ما دام الله قومي بحمد الله منتطقًا مجيدًا
وليس كما زُعم لصحة تقدير ألا أبرح.
والبارحة: الليلة الماضية، لا يُقال لها ذلك إلا بعد الزوال، وإلا فهي ليلة؛ قال طرفة


الصفحة التالية
Icon