تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ﴿] الحديد: ٢٣ [.
والمفراح: الكثير الفرح لأنه مثال مبالغة، وأنشد:] من الطويل [

١١٨٨ - ولست بمفراح إذا الخير مسني ولا جازع من صرفه المتقلب
وقد أذن فيه تعالى بقوله:﴾ فبذلك فليفرحوا ﴿] يوسف: ٥٨ [لأنه أمر أخروي، ومثله:﴾ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ﴿] الروم: ٤ - ٥ [لأنه نصرة لدين الله، وذلك أن الروم غلبت الفرس، والروم أهل كتاب في الجملة، والفرس عبدة نار لا كتاب لهم؛ فهم أبعد من المؤمنين.
ويقال: رجل فارح: إذا حدث فرحة، وفرح: إذا كانت ذلك دائمًا أو غالبًا، وفي الحديث: "لا يترك في الإسلام مفرح" وقد تقدم تحقيقه.
ف ر د:
قوله تعالى:﴾
وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا}] مريم: ٩٥ [أي مفردًا من أهله وخلانه وماله، وقد كان يتعزز بذلك كله. ومثله قوله تعالى:} ولقد جئتمونا فرادى ﴿] الأنعام: ٩٤ [الآية. وقيل: الفرد الذي لا يخلط به غيره، فهو أعم من الوتر، ويقال له تعالى: فرد بمعنى أنه تعالى يخالف الأشياء كلها في الازدواج المنبه عليه بقوله تعالى:﴾ ومن كل شيء خلقنا زوجين ﴿] الذاريات: ٤٩ [وقيل: الفرد هو المستغني عن كل شيء، وقد نبه عليه بقوله تعالى:﴾ فإن الله غني عن العالمين {] آل عمران: ٩٧ [. وإذا قيل: هو منفرد بوحدانيته فمعناه أنه مستغن عن كله تركيب وازدواج، تنبيها أنه بخلاف كل موجود.


الصفحة التالية
Icon