المالك، وهذا معدود من مختصر الكلام. وفي الحديث: "لكم العارض والفريش" قيل: الفريش هي التي قرب وضعها أو وضعت قريبًا كالنفساء. وقيل: هو كل نبات لا ساق له كأنه فرش على الأرض؛ فعيل بمعنى مفعول، وقيل: هو الموضع الذي يكثر به النبات.
ف ر ض:
قوله تعالى:} لا فارض ولا بكر ﴿] البقرة: ٦٨ [. الفارض من البقر التي طعنت في السن كأنها فرضت سنها أي قطعته. وقيل: سمي فارضًا لأنه فارض الأرض أي قاطع لها أو قاطع لما يحمل من الأعمال الشاقة. وقيل: بل لأن فريضة البقر اثنان: تبيع ومسنة؛ فالتبيع يجوز في حال دون حال، والمسنة يجوز بذلها في كل حال، فسميت المسنة فارضًا لذلك. قال الراغب: فعلى هذا يكون الفارض اسمًا إسلاميًا، وإنما سمي الفارض فارضًا لقدمه، وكل قديم يقال له فارض. وأنشد يقول:] من الرجز [

١١٩٤ - يا رب ذي ضغن على فارض له قروء كقروء الحائض
وأصل الفرض: قطع الشيء الصلب والتأثير فيه كمقطع الحديد، وفرض الزند والقوس. والمفوض والمفراض: ما يقطع به الحديد. فرضة الماء: مقسمة.
والفروض والواجب عند بعضهم مترادفان، وعند آخرين متغايران، فالفرض ما ثبت بدليل قطعي، كفرض الظهر وغيره من الخمس. والواجب ما ثبت بدليل كالوتر. قال الراغب: والفرض كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارًا بوقوعه وثبوته، والفرض بقطع الحكم فيه. قال تعالى:﴾ سورة أنزلناها وفرضناها ﴿] النور: ١ [أي أوجبنا العمل بها، وقال تعالى:﴾ وإن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد {] القصص: ٨٥ [أي أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النفقة: فرض. وقرئ "وفرضناها مخففًا ومشددًا؛ فالمخفف بمعنى: جعلنا فيها فرائض الأحكام، والتشديد: جعلنا فيها


الصفحة التالية
Icon