بدر، وذلك أنه فرق فيه بين الحق والباطل، وتبين أن دين الله هو الغالب. فالفرقان مصدر فرق يفرق، وأصله في الأعيان نحو: فرقت بين الإناءين. وسمي يوم بدر بيوم الفرقان لأنه أول يوم حصل فيه الفرق بين الحق والباطل. وتقديره تقدير رجل قنعان أي يقنع به في الحكم. والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره. وقيل: الفرقان: اسم لا مصدر قاله الراغب، والفرق] والقلق متقاربان. وقال الراغب: لكن الفلق يقال اعتبارًا بالانشقاق. والفرق اعتبارًا بالانفصال [والفرق: الطائفة من الناس المنفصلة عن غيرها، قال تعالى:} فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ﴿] التوبة: ١٢٢ [. قوله تعالى:﴾ فكان كل فرق كالطود العظيم ﴿] الشعراء: ٦٣ [. فالفرق قطعة من الماء منفصلة، والفريق: الجماعة المنفردة أيضًا، كقوله تعالى:﴾ فريق في الجنة وفريق في السعير ﴿] الشورى: ٧ [.
وفرقت بين الشيئين: فصلت بينهما، وهذا الفصل قد يكون مدركًا بالبصر كما في الأشخاص، وقد يكون مدركًا بالمعاني، ومنه الفرق بين المسألتين، وهذا إبداء معنى لم يوجد في الطرف الآخر مع تخيل التساوي.
قوله تعالى:﴾
فالفارقات فرقًا ﴿] المرسلات: ٤ [قيل: عنى الملائكة، فإنه يفرقون بين الحق والباطل حسبما أمرهم الله تعالى به. وقيل: بفصل الأشياء حسبما أمروا به من زيادة رزق هذا وعمره، ونقص آخر منهما، حسبما ورد بذلك ظاهر أحاديث مشهورة.
وقوله تعالى:﴾
وقرآنا فرقاه ﴿] الإسراء: ١٠٦ [أي فصلناه وبينا فيه الأحكام، وقرئ﴾ فرقناه ﴿مشددًا أي نجمناه في التنزيل، ولذلك قال:﴾ ونزلناه تنزيلًا ﴿.
قوله تعالى:﴾
لا نفرق بين أحد من رسله {] البقرة: ٢٨٥ [إنما دخلت بين على أحد وإن كان بلفظ الإفراد. وبين لا تدخل إلا على متعدد لأنه يفيد الجمع في سياق


الصفحة التالية
Icon