وقوله تعالى: ﴿لا يحزنهم الفزع الأكبر﴾ [الأنبياء: ١٠٣]. قيل: الفزع: دخول النار والخلود فيها. وقيل: هو أن يؤتى بالموت على هيئة كبس أملح فيوقف بين الجنة والنار، وأهلهما ينظرون إليه فيذبح ويقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت، فلذلك هو الفزع الأكبر. اللهم أمنا كما أمنت أولئك من هذا الفزع الأكبر بحرمة من أنزلت عليه كتابك الكريم.
قوله تعالى:} حتى إذا فزع عن قلوبهم {] سبأ: ٢٣ [أي كشف عن قلوبهم الفزع، قال الفراء: المفرع يكون شجاعًا ويكون جبانًا؛ من جعله شجاعًا مفعولًا به قال:] من الكامل [
١٢٠٤ - وبمثله تتنزل الأفزاع
قال الهروي: ومنه قول عمرو بن معدي كرب وقد قال له بعضهم: "لاضرطنك": "إنها لعزوم مفزعة" أي صحيحة بها تنزل الأفزاع فتجليها، ومن جعله جبانًا أراد: يفزع من كل شيء. قال الفراء: هذا مثل قولهم: رجل مغلب أي غالب، ومغلب أي مغلوب.
وفزع يفزع فزعاً: إذا حل به الفزع. وفزع - أيضًا - استغاث. ونزع: أغاث. وفي الحديث: "فزع أهل المدينة ليلاً فركب رسول الله ﷺ فرسًا معروريًا لأبي طلحة" أي استغاثوا. ومن مجيء فزع بمعنى أغاث قوله طلحة اليربوعي] من الطويل [
١٢٠٥ - فقلت لكأس ألجميها فإنما | حللت الكثيب من زرود لأفزعا |