وهذا كناية عن سعة صدره وعظم بدنه. وقال العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني امتدحتك. فقال: إذا لا يفضض الله فاك" أي يفرق أسنانك.
وفضفضت ختم الكتاب: إذا كسرته. وانقضت أوصاله: تفرقت، وأنشد لذي الرمة: [من البسيط]
١٢١٠ - تعتادني زفرات حين أذكرها | تكاد تنقض منهن الحيازيم |
واقتض الماء: صبه. والفضيض: هو الماء السائل، وفي الحديث: " كانت المرأة إذا توفي عنا زوجها دخلت حفشًا، ثم لبست شر ثيابها، حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة، شاة أو طائرٍ فتفتض بها، فقلما تقتض بشيء إلا مات". قال القتيبي: سألت الحجازيين عن الأفتضاض فذكروا أن المعتدة كانت لا تغتسل ولا تمس ماء ولا تقلم ظفرًا حتى تخرج بعد الحول بأقبح منظرٍ، ثم تفتض، أي تكسر ما هي فيه من العدة بطائرٍ تمسح به قبلها وننبذه فلا يكاد يعيش. وقد رواه الشافعي فتقضي، بالقاف والضاد والياء آخر الحروف، كذا قال الأزهري. قلت: ومعنى الحرف: السقوط، وفيض السن: سقوطها من أصلها، وأنشد لأبي ذؤيب: [من الطويل]
١٢١١ - فراق كفيض السن فالصبر إنه | لكل أناس عثرة وجبور |
وقال الهروي: انفاضت البئر، انهارت. ويحتمل أن يروي بالصاد من: فيص البيضة وهو ما انفلق عنها من قشرها، ومعناهما بعيد من الحديث.
ف ض ل:
قوله تعالى:
﴿ويؤت كل ذي فضل فضله﴾ [هود: ٣] قال ابن عرفة: إن كل من قدم خيرًا يلتمس به فضل الله بنيةٍ أو لسان أو جارحة أعطاه الله فضل ذلك العمل. وقال الأزهري: أي من كان ذا فضلٍ في دينه فضله الله في الآخرة.