عبر به عن الميل والجماع، قال الراغب: أفضى بيده إلى امرأته في باب الكناية أبلغ وأقرب إلى التصريح من قولهم: خلا بها. وقول الشاعر: [من الطويل]
١٢١٤ - طعامهم فوضى فضًا في رحالهم
أي مباح غير ممنوعٍ كأنه موضوع في فضاءٍ يتصرف به من يريد.

فصل الفاء والطاء


ف ط ر:
قوله تعالى: ﴿فاطر السماوات﴾ [الأنعام: ١٤] أي مبتدعها ومنشئها من غير مثال احتذاه. وفطرت البئر: ابتدعتها وحفرتها. وفطر ناب البعير: أي طلع. وأصل الفطر الشق طولًا. وفطر يكون قاصرًا ومصدره الفطور، ومتعديًا ومصدره الفطر. وقد فطرته فانفطر انفطارًا؛ قال تعالى: ﴿السماء منفطر به﴾ [الزمل: ٧٣] ﴿إذا السماء انفطرت﴾ [الانفطار: ١]
وفطرت الشاة: حلبتها بإصبعين. وفطرت العجين: خبزته من فوره. وعن ابن عباس: "وما كنت أدري ما فاطر السماوات حتى احتكم إلى أعرابيان في بئرٍ فقال أحدهما: أنا فطرتها" أي ابتدأتها.
وقوله تعالى: ﴿تكاد السماوات يتفطرن منه﴾ [مريم: ٩٠] أي يتشققن.
وقوله: ﴿إلا الذي فطرني﴾ [الزخرف: ٢٧] أي خلقني. قوله تعالى: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ [الروم: ٣٠] أي اتبع فطرة الله، وهو كقوله: ﴿فأقم وجهك للدين﴾ أي اتبع الدين القيم الدين القيم الذي فطر عليه. وقيل: الفطرة: الخلقة التي يخلق المولود


الصفحة التالية
Icon