[الكهف: ٧٩]. فأثبت لهم ملكًا، وذهب أبو حنيفة وغيره إلى أن المسكين أسوأ حالًا، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿أو مسكينًا ذا متربة﴾ [البلد: ١٦] أي لصق جلده بالتراب لعدم موجودة، وبقول الشاعر: [من البسيط]
١٢١٧ - أما الفقير الذي كانت حلوبته | وفق العيال فلم يترك له سبد |
قلت: هذا بالنسبة إلى الفقير لغة، أما الفقير شرعًا فكما قدمنا ذكره. ونقل عن الشافعي أنه قال: الفقراء الزمني الذين لا حرقة لهم، وأهل الحرف الذين لا تقع حرفتهم من حاجتهم موقعًا، والمساكين: السؤال ممن له حرفة تقع موقعًا ولا تغنيه وعياله. وقد قسم بعضهم الفقر إلى أربعة أقسام فأجاد فيها فقال: الفقر يستعمل على أربعة أوجهٍ، الأول عدم وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام للإنسان ما دام في دار الدنيا بل هو عام للموجودات كلها، وإلى هذا الفقر أشار بقوله في وصف الإنسان: ﴿وما جعلناها جسدًا لا يأكلون الطعام﴾ [الأنبياء: ٨] والثاني: عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله: ﴿للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف﴾ [البقرة: ٢٧٣] والثالث: فقر النفس، وهو الشره المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم: "كاد الفقراء أن يكون كفرًا" وهو المقابل بقوله: "إنما الغنى غنى النفس" وهو المعنى بقولهم: "من عدم القناعة لم يفده المال غنى". والرابع: الفقر إلى الله تعالى،