١٢٢٢ - أو لئن كنا كقومٍ هلكوا... ما لحي، يا لقومي من فلح
وقيل: هو الغني والعز، وإياه قصد الشاعر بقوله [من الرجز]
١٢٢٣ - أفلح بما شئت فقد يدرك بالضعف،... وقد يخدع الأريب
وقوله: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ [المؤمنون: ١] أي صاروا إلى البقاء، وقيل: أصابوا نعيمًا يخلدون فيه. وقول المؤذن: "حي على الفلاح" أي هلموا إلى سبب البقاء، ثم الفلاح بمعنى إدراك البغية على ضربين: دنيوي وأخروي؛ فالدنيوي: الظفر السعادات التي بها تطيب حياة الدنيا، ومنه قول الشاعر:
١٢٢٤ - أفلح بما شئت... البيت
والأخروي أربعة أشياء: بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وعلم بلا جهل، وكذلك قال الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم: "لا عيش إلا عيش الآخرة". وقوله: ﴿قد أفلح اليوم من استعلى﴾ [طه: ٦٤] هو الفلاح الدنيوي.
وسمي السحور الفلاح إما لأن به بقاء البدن والحفظ من الضعف، وإما لأنه يقال عنده "حي على الفلاح". وسمي وقت الصبح فلاحًا لذلك، ومنه:"خفنا أن يدركنا الفلاح". وعدي: حتى يدركنا هذا القول لأنه إنما يقال عادة عند الصبح فيكون هذا من الكنايات. وقيل المعنى أن يدركنا السحور. والمعنى وقته ومعناه ما قدمته. وفي حديثٍ أخر: "حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح" قال الراغب: أي الظفر الذي جعل لنا بصلاة العتمة.